afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

المعارضة الجزائرية تنتقد خطاب بوتفليقة وتتساءل عن هوية المستهدفين؟

الصحراء 24 : وكالات

لم تستسغ المعارضة السياسية في الجزائر، خطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي حمل عبارات قوية ورسائل تحذيرية لجهات معينة دون أن يحددها، وتساءلت عن هوية الأشخاص الذين يناورون سياسيا على مقربة من رئاسيات 2019؟

وقال القيادي في حركة مجتمع السلم الجزائرية، أكبر الأحزاب الإسلامية في البلاد، ناصر حمدادوش، في تصريح لـ “رأي اليوم” “من حق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن يدافع عن إنجازاته، ومن حقه أن يفتخر بفترة حكم، ومن حقه أن يبرز بصمات تاريخه السياسي ومن حقه أن يغار على البلاد وأن ينبه الشعب وأن يحذر من خطورة الوضع وأن يتطلع إلى ما تبقى من مستقبل، لكن حجم الرسائل السلبية، ومضمون الخطاب المخيف يطرح العديد من التساؤلات “.

وأضاف حمدادوش، “إن العبارات المخيفة التي تضمنتها رسالة الرئيس بوتفليقة كالمناورات السياسية والنوايا المبيتة والزج بالبلاد نحو المجهول، يدفعنا للتساؤل هل هو خطاب رئاسي إيجابي لأدواته في التنفيذ أم هو الاختباء وراء فزاعة المؤامرة؟” حسب قوله.

ورأى النائب في البرلمان الجزائري ، أن “الشعب الجزائري اليوم بحاجة إلى تهدئة وإلى رسائل إيجابية وإلى توافق بين جميع الجزائريين”.

من جهته انتقد وزير الاتصال الجزائري الأسبق عبد العزيز رحابي، انتهاج الرئيس بوتفليقة ما وصفه بخطاب التخويف، وقال إن نص الرسالة التي بعث بها رئيس الجزائر، تحمل اقرارا غير مباشر بمسؤولياته في الجمود الذي تعيشه الساحة السياسية في الجزائر” حسب تعبيره. 

وعبر رحابي عن قلقه مما تضمنته رسالة بوتفليقة لتبرير الوضع الراهن ورفض البدائل خارج الرئاسة، من خلال وضع نفسه في قلب كل شيء بعيدا عن الاهتمام بالأساسيات التي تتعلق في الأساس حسب رحابي بـ “كرامته وكرامة شعبه وصيانة صورة بلده”.

وبحسب موقع الخبر الجزائري ان رسالة بوتفليقة، بمناسبة لقاء الحكومة مع الولاة، حملت ألفاظا وتعابير واتهامات خطيرة، وكأن النظام في حرب مع عدو مجهول، مثل “الدوائر المتربصة” و”الخلايا الكامنة” و”الزج بالبلاد نحو المجهول” و”النوايا الدنيئة”.

ولم يسبق للرئيس بوتفليقة أن كانت رسائله التي يقرأها عنه الوزراء ومستشاروه في الرئاسة، في المناسبات الوطنية، بهذه الحدة، مثلما ورد أمس في خطابه الذي تلاه أمين عام الرئاسة حبة العقبي بنادي الصنوبر في العاصمة، لكن دون تحديد من يقصد بالضبط، أو الإشارة إليه بملمح معين.

ويرى بوتفليقة في رسالته أنه “من الطبيعي اليوم أن تستهدف الدوائر المتربصة والخلايا الكامنة استقرار البلاد وتتكالب عليها قصد تثبيط همتها والنيل من عزيمة أبنائها.

فما نلاحظه من مناورات سياسوية مع اقتراب كل محطة حاسمة (يقصد الرئاسيات) من مسيرة الشعب الجزائري، إلا دليلا واضحا يفضح هذه النوايا المبيتة التي سرعان ما تختفي بعد أن يخيب الشعب الأبي سعيها”.

وقال بوتفليقة إن “البعض يختزل رهانات الحاضر والمستقبل في تغير وتعاقب الوجوه والأشخاص، وهم يروجون لهذا التوجه لحاجة في نفس يعقوب، لكن أنتم من تعملون في الميدان (يقصد مسؤولي الجماعات المحلية) وتغالبون التحديات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية يوميا، أكثر الناس دراية بأن الرهان يتجاوز ذلك بكثير”.

وبالنسبة لبوتفليقة؛ فإن “المسألة تتعلق بصون وحماية الإنجازات التي حققها الشعب خلال العقدين المنصرمين، وحفظها وتثمينها خدمة له، والارتقاء إلى مستوى أعلى من العمل التنموي والسياسي.

وإن المغامرين، الذين يسوّقون لثقافة النسيان والنكران والجحود، لا يمكن أن يكونوا أبدا سواعد بناء وتشييد، فهم يخفون وراء ظهورهم معاول الهدم التي يسعون لاستخدامها من أجل الزج بالبلاد نحو المجهول”.

ويفهم من هذا المقطع بحسب موقع “الخبر” أن جهة معنية من النظام تقف ضد استمرار بوتفليقة، في الحكم.

وتابع الرئيس في الجزئية نفسها: “إن ما قمنا به لحد الآن ليس سوى مرحلة تليها مراحل من مسار طويل، فما زال أمامنا الكثير من التحديات، ولا يمكن، بعد ما تم من عمل أن نعود إلى الوراء ونأخذ بطروحات مثبطة انهزامية لا غاية منها سوى تعطيل مسيرتنا”، مضيفا: “إن العقدين المنصرمين من حياة أمتنا لم يكونا هينين، ولقد كان للعديد منكم شرف مرافقتي في هذه المسيرة في مختلف مستويات المسؤولية وأبليتم البلاء الحسن وقمتم بتضحيات وانجازات عظام”.

وواضح جدا أن بوتفليقة من خلال هذا المقطع، قرر الرشح لعهدة خامسة وهنالك أطراف تقف ضد رغبته.

وأشار بوتفليقة: “لقد سعينا بصدق وإخلاص إلى إخراج أبناء هذه الأمة من فتنة التناحر وكابوس الهمجية الذي استحكم فيها، مستلهمين عزمنا من قيم نوفمبر الخالدة وشيم التسامح والأخوة والوئام، وعملنا على العودة بالبلاد من جديد إلى جادة التنمية، بإعادة بناء ما أمعنت في تهديمه قوى الشر والدمار، وتحقيق إنجازات عمومية كبرى في مدة لا مكان فيها للتواني، مدة شققنا فيها الطرق وربطنا القرى والمداشر والمدن بمختلف الشبكات، وشيدنا أقطابا صناعية ومدنا جديدة ومرافق عمومية شاهدة على جهود هذا الشعب وقدرته على تجاوز أعتى الأزمات والمحن”.

وذكر بوتفليقة للولاة والمسؤولين المحليين: “إنكم تلاقون باستمرار محاولات هذه العناصر الضالة في يومياتكم، التي لا تترك أي سانحة في برامج عملكم إلا وتحاول استغلالها لتحقيق مآربها الآثمة، في مختلف قطاعات النشاط..”.

وأفاد بوتفليقة بأن “المساس باستقرار مؤسسات الدولة هو مساس بالدستور وبركن من أركان هذا البيت الحصين الذي يجمعنا ويؤمننا من كيد الكائدين، لذلك فمن واجب الجميع الالتفاف حول مؤسسات الجمهورية والذود عنها ومواجهة كل محاولة لاستغلالها من أجل قضاء مآرب آثمة أو النيل من استقرارها”.

وأضاف: “إن الدولة بجانبكم تشد على أيديكم ولن تدخر أي جهد من أجل مواصلة دعمها للمسار التنموي الوطني وتعميقه، غير عابئة بالحواجز والعقبات.

الجزائر قادرة بأبنائها وبمواردها وبعزيمتها على تجاوز روح الانهزامية ومنطق التشكيك والتيئيس وتثبيط الهمم، وليس هناك ما يثنيها عن المضي قدما؛ لأن ما يثبط عزيمة مواطنينا ليس التحديات التي يواجهونها، ولا الرهانات التي يخوضونها، بل هي تلك المناورات الدنيئة والدسائس التي يتخذ منها البعض موقف المتفرج المترصد أو المتواطئ، على الرغم من أنها تستهدف شعبنا وبلادنا”.

وأشار إلى أن “المصالحة الوطنية والعيش معا بسلام هما اليوم عنوانين رئيسين لمقاربة استراتيجية دولية لمحاربة الراديكالية والتطرف في العالم، استراتيجية ولدت من رحم معاناة هذا الشعب الأبي الذي أعطى بالأمس درسا للعالم في التضحية والانعتاق وصار اليوم، بفضل تضحياته وتبصر أبنائه ورشدهم، مرجعا في إخماد الفتنة ورأب الفرقة، والقضاء على منطق الكراهية”.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد