الصحراء 24 : ابراهيم بلالي اسويح
يبدو أن مضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش المجيد والذي يصادف الذكرى الثالثة والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين يوحي بإشارات قوية وفي ظرفية استثنائية بكل المقاييس يعيش صداها المغرب وباقي العالم. فالأزمة الاقتصادية العالمية الجديدة على الأبواب ومعدلات التضخم بلغت مستويات كبيرة، وذلك بسبب تداعيات حرب الغزو الروسي لأوكرانيا .
بل وتغير خريطة التحالفات التي أصبح الإمداد بالطاقة ونقص الغذاء موجها رئيسيا لها أمام سعي حثيث واستنهاض الهمم الغربية لحلفائها لمنع الدب الروسي من تحقيق الانتصار بل باستغلال هذا التوغل لإضعافها، كذلك التهديد الوشيك الذي ما فتئت تشكله الصين على السلم الدولي مما يمهد لنشوب حرب عالمية ثالثة، بالمقابل إقليميا رجوع رياح تأثير ما يجري بمنطقة الساحل والصحراء على استقرار المنطقة المغاربية عموما ,وتكريس مزيدا من التصعيد بين الجارين المغرب والجزائر بقطع هذه الأخيرة لعلاقتها الدبلوماسية وتوالي المناورات العسكرية على الحدود، صاحب ذلك هيمنة للهجة العداء على أبواق واقلام مأجورة
فإذا ما تركنا جانبا رغم الأهمية البالغة لموضوعي سواء المرتبط بالمرأة ووضعها المتقدم حقوقيا والمراهنة مستقبلا على دعمه دستوريا و مدنيا ،وكذا بالتحديات التي واجهت المغرب جراء انتشار جائحة كوفيد 19 وتبعاتها ذلك على البلاد والعباد وما ابان عنه المغاربة بكافة شرائحهم من تضامن وصمود في مواجهة مخاطر هذه الافة، فإن المحور الثالث من الخطاب المتعلق بالعلاقة مع الجارة الجزائر سيستأثر من دون ادنى شك بالاهتمام، ليس فقط لطبيعة العلاقة شبه التصادمية السائدة بين البلدين لاعتبارات جيوسياسية إقليمية متعددة لن نخوض في تفاصيلها.....