afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

ألمانيا …و أمازيغ الصحراء

عمر افضن:  [email protected]

 

 

 

 الحديث عن ألمانيا وعلاقته  بأمازيغ الصحراء ، ليس من باب الفرجة التي صنعتها مراكش ، من خلال اللقاء الرياضي بين فرقي الرجاء البيضاوي وبيارن ميونيخ الألماني ، وإنما بالتعريف بالرصيد التاريخي لامازيغ الصحراء المسكوت عنه بل طمسه ، والعبرة في الأرشيف المتبقي في دهاليز متحف “أفيلا” باسبانيا ، ولا يريد احد أن يرفع السرية عنه ، رغم أن ذلك يدخل في  تجربة تاريخية تعني المغاربة عموما ، من حقهم الإطلاع عليها ، لكن حكومات المتعاقبة على المغرب فضلت  مؤخرا استلام أرشيف  من الوثائق من وزارة الدفاع الفرنسية  تعود الى فترة الحماية على المغرب منذ 1912، في حين لم  تقدم مجهودا بسيطا لمطالبة  اسبانيا رفع السرية عن  وثائق أمازيغ الصحراء . وما دمنا نتحدث عن المانيا في هذه المقالة  ، نستحضر  دولة هتلر ، و نظرية الإنسان الجرماني أو العرق الآري كما سماه هتلر ، و هي بالمناسبة نموذج من  الدول  الأوربية التي دمرها الحرب واستطاعت أن تتخطى الصعب في فترة وجيزة  بل استطاعت أن تكون الأقوى  وان تعيد بناء ما دمره الحرب  ، وهوما  يفسر بتشبثها بهويتها الجرمانية…. الفريق الألماني الذي كان يمثل الألمان في مراكش وانتصر على فريق الرجاء  بهدفين لصفر ، كان له سبق في انتصار على فريق الخضر في القنيطرة  في مواجهة  نادي المدينة ، و اعتقد انه انتصر على ما أتذكر ب تلات أهداف للصفر ، المبارة التي خاضها أجود للاعبين الألمان أنداك مثل الحارس شوماخار ، وللاعب الموهوب رمينغي….،لم يتحدث عنها إعلامنا الرياضي قبل النزال بمراكش ولا تحدث عن سر هذه المبارة الحبية ، ربما يكون تجاهلا عن قصد ، و لنسيان ماسي المجرم  الاسباني الجنسية “دنييال كالفان” الذي ارتبط اسمه بالقنيطرة وإغتصاب أطفالها ، كما تم  تغطية مبارة البايران بمراكش  لتي تحتضن قبر مؤسس دولة المرابطين يوسف بن تاشفين  الذي بناها على أساس  قبيلة من أصول  أمازيغ الصحراء  الصنهاجيين  المرابطين  بالصحراء .  وإذا بحثنا عن سر اقتراح مدينة مراكش لإحتضان  نهاية كأس العالم  للأندية البطلة  ، دون أن ننسى مبارة الإفتتاح في مدينة أكادير التي يحبها السياح الألمان  ، نستحضر علاقة الألمان بمدينة أكادير ، وكيف أن المانيا في عهد هتلر تخلت عن منطقة سوس لصالح فرنسا ، كما نستحضر أيضا  لوبي المنافسة الإقتصادية بين مراكش وأكادير ، وكيف أن المشارقة من الجزيرة العربية يفضلون  مدينة اكادير التي تحتضن كبريات قصورهم ، في حين سيطر الفرنسيون بفئاتهم الطبقية على مدينة مراكش ، واحتكروا الإقامة فيها دون غيرهم ،  وإذا كان القاسم المشترك بين المدينتين  تشجيع السياحة الجنسية عبر ما تنقله وسائل الإعلام  الغربية  وعبر تتبعها لما يحدث  للشواذ جنسيا ، ولمغتصبي النساء والأطفال ….، فان اختيار مبارة نهائية  يقودها فريق ألماني إنما لتوجيه أنظار العالم  على أن عاصمة المغرب هي مراكش ، وستبقى كذالك ، مادام أن المغرب معروف تاريخيا بالاسم الامازيغي  “مور واكش” ، أو morokko  بالألمانية ، رغم أن الملعب اخضرت جنابته  دون اهتمام يذكر برموز البلد ومنها الراية ، خاصة وان المانيا منحت جائزة تقديرية خاصة لعضوة الكوديسا امينتو حيدر ، التي تحدث عنها بيد الله عندما أراد وضع جغرافية الصحراء على مقاسه في ازدراء مشبوه وقال عنها أنداك أنها من إقليم طاطا وليست صحراوية ، كان الامازيغ ليسوا صحراويين،  من جهة  فاد بحثنا  عبر الشبكة العنكبوتية  عن ما نقله الألمان عن المغرب ، لن نجد إلا  إشارة  بسيطة بإعجابهم بمدينة اكادير ، وذكر للانتصار لفريق العاصمة ميونيخ ، ربما يعرف الألمان أن مراكش تحتضن الفرنسيين ومصالحهم الاقتصادية وهي التي يتواجد بها رئيس الفرنسي السابق ساركوزي وعقيلته …، وتحدث الصحافة عن إقامته،  وكيف أن بن كيران زعيم الحزب الحاكم  زاره يوما على عجلة دون معرفة الأسباب  وحيثيات اللقاء خاصة وان مراكش تعد اليوم مطبخا للأحداث. كما حضر السيد رئيس الحكومة في نسختها الأولى مراسيم  الاستعراض العسكري للقوات المسلحة الملكية ، …لكن لم يحضر  نهاية المبارة  التي جمعت الرجاء البيضاوي و البيارن الألماني ، ببساطة مراكش يحكمها حزب البام ، في حين تم توجيه  رئيس الحكومة الى  ملعب أكادير للحضور في مراسيم الإفتتاح  مباريات الأندية العالمية ، ربما  رسالة من الموجهون  الى وزير الخارجية الأسبق سعد الدين العثماني ، بعد تصريحاته الأخيرة حول سحب البرغواي للاعتراف بالبوليساريو ، وهو الوزير الاستثنائي   الذي عزله بن كيران عن منصبه ، وأصبح بن كيران اليوم  يشك في تحركه التنظيمي الذي بدأ من مسقط رأسه بمدينة أكادير .

علاقة ادن ألمانيا بامازيغ الصحراء لاترتبط فقط  بالفوز المستحق على ارض مازالت تحتضن قبر يوسف بن تاشفين  أمير  المرابطين ، ولا أيضا بالتقرير الوارد في صفحات الجرائد الألمانية حول مدينة اكادير وإعجابهم بخصوصية سكانها الامازيغ ، وإنما أيضا  يذكرنا الألمان   بالتجارة مع أمازيغ الصحراء ، كما يذكرونا بصفقتهم الحربية لمساندة فرانكوا ضد ساكنة عاصمة الصحراء سيدي افني 1957 ، المعطى الأول تتحدث عنه وثائق من أرشيف الصحافة الاسبانية ، عندما أوردت خبر  توقيف سفينة  محملة بالأسلحة في اتجاه آيت بعمران بداية من سنة 1929  من صنع ألماني ، تعود الى مالكيها احد الأثرياء الألمان له علاقة وطيدة  مع أعيان منطقة الصحراء الى درجة أن هدا الألماني المعروف ب “شيفر” ، كان يمتلك شركة  تأخذ بأسماء أماكن في منطقة آيت بعمران ومسجلة بسويسرا ،  وحصل على أموال  جعلته من أثرياء ألمانيا نتاج استغلاله لثروات أمازيغ الصحراء . أما المعطى الثاني وهو ما نقلته جريدة ” دير سبيكل” الألمانية  يوم 19 فبراير 1949 ، وتحت عنوان بارز “ثماني مرات في حديقة عدن”، تناول فيها قضايا تهم النزاع في الصحراء بداء من اتفاقية 1860 وكيف أن احد القساوسة الإسبان طالب بالتخلي لألمانيا على مجموعة من المناطق مقابل الانفراد بافني، لكن أهم ما جاء في هذا التقرير عندما تحدث عن صفقة بيع المانيا  لأسلحة خاصة منها طائرات “الجو نكر” الى اسبانيا غداة حرب فرانكوا على أمازيغ الصحراء في 23نونبر 1957 ، وكيف أن دولة مثل ألمانيا كانت متورطة في مشاركتها في حرب  الصحراء والقضاء على  المتمردين ضد الجيش الفرنكاوي  ، حيث غادر الآلاف من الأبرياء  العزل  من المدنيين في اتجاه   مناطق الحدود الفرنسية ، في حين صمد المقاومين الأشاوس في وجه القصف المكثف للطائرات الجونكر من الصنع الألماني .

المانيا  درس في المؤامرة على أمازيغ الصحراء في الخمسينات من القرن الماضي ، لكنها نموذج يقتدى فيه في التحدي وحب الانتصار ، فشتان بين طالبي “العاقة” من الوليدة …، وبين الإنسان الميكانيكي  الجرماني، حيث يتحالف الجميع  على إرساء قواعد سلوك جرماني أسس لبناته هتلر ، بخلاف  متاهة  شعار متداول ” يالوليدة  صفتي العاقة……، رمزا للازدراء بقيمة المرأة المغربية . فهل يرضى الصحراويون مثلا مطالبة أمهاتهم  بالعاقة ….؟؟ .

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد