afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

كيف تخلت الدولة عن التزاماتها اتجاه المعطلين

بقلم: محمود من لا يخاف

 

تعيش مدينة العيون على وقع احتقان اجتماعي دشنته فئات المعطلين الصحراويين، الذين خاضوا ومازالوا يخوضون مجموعة من المحطات النضالية للمطالبة بحقهم في التوظيف. ومن ضمن فئات المعطلين، نجد خريجي برنامج (OCPSKILLS)، الذين التزمت الدولة بتوظيفهم بعد تكوين لدى إدارة الفوسفاط، في مقابل فك اعتصامهم التاريخي، ليجدوا نفسهم غير مستفيدين من أي عملية توظيف، وهو ما دفعني إلى كتابة هذا المقال الذي حاولت من خلاله النبش في تاريخ التوظيف بالصحراء، والوقوف عند محطات تاريخية تخلت فيها الدولة عن التزاماتها تجاه المعطلين.

في سنة 2000، عاشت مدينة العيون على وقع ما سمي بفضيحة SIOP، وهو وعد التزمت من خلاله الدولة بتكوين حاملي الشهادات لمدة 18 شهرا قصد إدماجهم في سلك الوظيفة العمومية بمنحة شهرية تقدر ب 800 درهم ليطوى بذلك ملفها دون توظيف يذكر. سنة واحدة بعد ذلك، تفجرت فضيحة أخرى من العيار الثقيل، فضيحة النجاة الإماراتية، الذي ذهب ضحيتها مجموعة من حملة الشواهد الصحراويين.

وفي سنة 2011، ومع استمرار مسلسل التجاهل واللامبالاة التي نهجها الدولة تجاه مطلب المعطلين بالعيون، قرر هؤلاء خوض اعتصام مفتوح، أمــام مندوبية الشغل بشارع مكة دام 60 يوما، شمل كافة الفئات المعطلة بالإقليم. وقد تخلل هذا الاعتصام مجموعة من المحطات النضالية وكذا مجموعة من الأنشطة الموازية التــي لامست مشكلة البطالة وبتغطية وحضور إعلامي موسع وتضامن جماهيري عالي. بعد كل هذه المحطات النضالية، قررت مجموعات المعطلين تعليق الاعتصام بناءا على وعد من والي الجهة بعد سلسلة اجتماعات، والذي تم تزكية هذا الاتفاق إعلاميا من خلال الإعلام الرسمي الذي استضاف ممثل عن السيد الوالي.

وشملت بنود الاتفاق، تكوين لمدة سنة، وتقديم منحة شهرية تراوحت قيمتها بين 1800 و 2000 درهما طيلة مدة التكوين، والإدماج في سلك الوظيفة العمومية والشبه العمومية مباشرة بعد التكوين، وكدا إدماج 300 من حملة دبلوم التأهيلي بعد تكوينهم في مكتب التكوين المهني بشركات لتصنيع السيارات بشمال المملكة. وهو الشيء الذي دفع المعطلين للانخراط بمسؤولية في هذا التكوين الذي تبناه المكتب الشريف للفوسفاط، والذي سوف يليه الإدماج وفق وعود مسؤولي الدولة بالمدينة. لكن بعد انتهاء مدة التكوين، لم يجد المعطلين سوى الشارع للتعبير عن احتجاجهم ضد سياسة الدولة التي تخلت عن التزاماتها تجاه المعطلين في إدماجهم بسوق الشغل.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد