afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

رسالة تهنئة إلى منتخبينا

بقلم : محمد سالم الزاوي

 


بعد السلام المليئ بمشاعر الخذلان والتحيات المفعمة بخيبات الأمل أزف الى حضراتكم آيات التهاني الممزوجة بتعابير التوبيخ وصفات التقريع وبقلة التقدير وبعد : 
أهنئكم يا أصحاب البلاعيم الرحبة والبطون المنحدقة على تلك الصكوك المحشية بالوعود السرابية والأماني الكاذبة والوصايا المفترات عند كل موعد إنتخابي. أهنئكم يا ذوي الفيلات الشاسعة والعمارات الشاهقة والمنازل الفخمة على تلك الصناديق التي تزف لكم أموال الرعايا وأرزاق الولايا لتنهبوها في ليلة الدخلة التي تعقب نصركم الإنتخابي. 
أهنئكم أيها المتشدقون بخدمة مصالحنا والساهرين على مستقبلنا والمهتمون براحتنا وطمأنينتنا على تلك الأظرفة المالية المقتطعة من حقوقنا لتشتروا على فقرنا وفاقتنا أصواتنا الجائعة. أهنئكم أيها المتعطرون بروائح المال الحرام والمتجملون ببذلات الطبقيات المتوحشة على تتويجكم الإنتخابي فقد كانت ميداليات ذاك النصر من باب تشريفنا لكم وليس تكليفنا . فما عاد الله أن نكلف أمثالكم. 
أهنئكم أيها الطفيليون المتلبسون برداء الكومبرادوريات العصرية على حنكتكم في إستغلال جهلنا وأميتنا وعشائريتنا ونعراتنا الجاهلية. أهنئكم أيها الإنتهازيون المتحصنون وراء أصوار قبائلكم والمختبئون وسط أدغال أعراشكم وأفخاذكم على علمكم القبلي المتطور وإبتكاراتكم الفريدة في فن قيادة رعاع العمومة نحو حتفهم الإنتخابي. 
أهنئكم أيها المنعمون على كراسي مجالسنا والمترفون فوق أرائك تمثيلنا على وفير نعمكم علينا وخيركم المبعوث في ماءنا الشروب الممزوج بسموم الكبريت وطعامنا المنتهي الصلاحية العابر الى بطوننا من خلالكم عبر جسور الإرتشاء. أهنئكم أيها الناطقون بحسانيتنا والمرتدون “لدراريعنا” و”ملاحفنا” على غيرتكم المصورة في تصفيقكم لسحل نسوتنا وتعنيف رجالنا وإعتقال صبيتنا دون أن تحركوا شفاهكم بالتنديد أو تترجموا لنا حنقكم وقلة رضاكم في صفحات وجوهكم الحديدية. 
أهنئكم أيها المخنثون في ردات فعلكم والديوثون في أعراضكم على لجم أفواهكم حين أهان ذاك الوزير في كتابه عرقكم وعادات إرثكم ودون فيه حقده وضغينته على أصولكم وفصولكم. أهنئكم أيها الجبناء البليدين والأغبياء السفيهين على قلة زادكم وكثرة غثائكم عند إهانة بني جلدتكم ولو إقتدى الأمازيغ بكم في تعاملهم مع ذاك المقرئ الإسلامي لأراحوا أنفسهم من كثرة القيل والقال. 
أهنئكم يا عصبة الإختلاس وأشياع الإلتباس على هذه الشوارع المنكوبة والطرقات المشوهة بميزانياتها المظللة في ظلمة جيوبكم. أهنئكم يا بقية علي بابا وعصابته ويا مضرب المثل في الفشل على بناكم التحتية المتداعية مع كل قطرة مطر أو حبة ريح أو لأصغر سبب. 
أهنئكم على تلك المدن المتأزمة والحيطان المتهالكة والأرصفة “الملبقة” ببقايا “الصرف” العائد من حاجاتكم ومقتنياتكم. أهنئكم يا أصحاب السفاهة وزمرة الرذالة وجماعة “الشفارة” على تلك المدارس المبلقنة والمعاهد المصوملة والمؤسسات البدائية التي أقبرتم فيها كفاءاتنا وأعدمتم فيها طاقاتنا ووزعتم فيها على متفاءلنا ومتشاءمنا حبوب الهدر وأقراص الضياع المدرسي. 
أهنئكم يا أشباه الشرفاء وأدعياء النزهاء وأشياخ التملق و “التحزار” على مناظركم المقززة وأنتم تتلونون بألوان النفاق وصور “التبحليس” الممزوجة بفقدان الكرامة وقلة الشرف وأنتم تتداعون على نفض الغبار عن أحذية ولاة الجهات ووزراء الحكومات. 
أهنئكم أيها الملازمون لقمامات ماضينا والمرميون في مطارح أزبال تاريخنا الشبه مشرف على تلك المستشفيات المتلونة بناموس الملاريا القاتل والمستوصفات المهجورة المليئة بقطط الشوارع و”أصحاب الحال”. أهنئكم أيها العاهات المستديمة والبلاوي الدائمة على جيوش “البزنازة” وأساطيل البارونات المنتشرين في مدننا المستهدفين لإبناءنا برصاص “جوانات” الحشيش و”سطور” الكوكايين. 
أهنئكم أيها المتعجرفون علينا بأنوفكم المتكبرة على تلك السيارات الحكومية الفخمة المشبعة ببنزين المال العام الذي بات إرثكم وحقكم المنزل لكم في وحي الله ورسالات رسله. أهنئكم يا وصمات عارنا ومنارة فضائحنا على تمثيليتكم العائلية ووطنيتكم الأسرية التي صببتوها على رؤوس العباد بيروقراطية داخل مكاتب صانعي القرار. 
أهنئكم أيها المتراقصون على أحلامنا والمتلاعبون بأمانينا ومتمنياتنا على دفاعكم المستميت عن جلادينا ومصاصي دمائنا مقابل حفنات الملايين التي بلعتموها رفقة ألسنتكم الطويلة. أهنئكم أيها الغاطون في نومكم العميق بغرف مجالسكم النيابية والراقدون في قاعاتكم الإستشارية على تلك الشواهد التعليمية المزورة المقتنات من مدارس الضواحي المهمشة بأموال الرشاوي المقتطعة من خيرنا وخميرنا. 
أهنئكم يا سادة المنهزمين وزعماء الفاشلين على أزمة البطالة وآفة العطالة التي خلفتموها بيننا رغم ثرواتنا الكثيرة وخيراتنا الوفيرة. أهنئكم يا صعاليك زماننا ولصوص عصورنا على أموالنا اليتيمة التي أودعتموها “خيريات” المهرجانات الغنائية والملتقيات الأدبية التافهة. 
أهنئكم أيها التائهون بين حروف السياسة ومفردات الثقافة على تقاليد الزواج الكارثية التي ساهمتم في إظهارها وأحترقتم لإنارتها حتى لا يتكاثر نسلنا الفاني. أهنئكم يا جمع دار الندوة ويا سادة بني قريضة وبني “قويبيلة” على وأدكم حقوق من أوكلوكم وشرككم بفضل من أوصلوكم لكراسيكم التي جعلتكم أشخاصا. 
أهنئكم يا حزب العار الملازم لدقات ساعاتنا المملة الجاثم على صدورنا الضيقة على ممارساتكم المشجعة لنا على تحدي دبابيس القمع الموصولة بهواتفكم. أهنئكم على تحفيزنا المتواصل على عدم الثقة في غير صياحنا وتظاهرنا وشارات نصرنا المختومة بدمنا المتبقي على أرصفة مؤسسات التشغيل ممثلا ضامنا لحقوقنا المشروعة. 
أهنئكم أيها الراحلون عنا عما قريب الواقفون معنا بين عدالة الرقيب على بطائق إنعاشنا التي أنعشتم بها أقربائكم وأحيائكم وأمواتكم والعلقة التي في أرحام نسائكم وتركتم الفقر ينهش من هم على مسمع ومرأى من حصونكم. أهنئكم يا مكس عصا التجهيل ومربط فرس التخلف على تلك البقع الأرضية التي جزأتموها على مقاس جثثكم الضخمة مع وحوش العقار القادمين من واحات “وارزازات” المتصحرة. 
أهنئكم يا من سرقتم بجشعكم ستر أخرتنا وحفرنا التي نأمل أن ندفن فيها بعدما أنهيتم أرض الله الواسعة بتقاطيع بقعكم الفسيحة. فما أبقيتم من أرضنا غير مياه المحيط الداكنة. أهنئكم أيها المتخبطون في عتمة إستحماركم وغبائكم على تلك الدعاوي الجنائية والتهم الجنحية التي سددتموها نحونا ليتم دعسنا تحت ثقل الدولة لمجرد كلمة خططناها في لحظة طيشنا على جدران خصوصياتنا. 
أهنئكم يا بيادق الشطرنج البراغماتي ويا آلات التطبيق السياسوي المتحكم به عن بعد على ما أوصلتم له أستقرارنا وأماننا مع كل فرجة كروية أو سهرة فنية . أهنئكم على جحافل “الهيدي والريدي” المسلطة بمباركتكم على رقابنا لتزخرف ساحاتنا بأوشام القتلى وصور الموت الغريب عن سلميتنا وطيبتنا وتسامحنا. 
أهنئكم يا نجوم العنصرية وأقمار الشوفينية وأجرام المصلحية على تعاليم الإرتزاق ووصايا الإنبطاح ومعالم النفاق التي أحطتم بها حاشيتكم المهيبة وأذنابكم المريبة الطامعة في الثراء من جثثكم النتنة بروائح المال. أهنئكم يا من لا نرى إلا أشباحكم ونلحظ أطيافكم على الملايين المهربة من كنفكم لحدود الخارج وحسابات الأقارب من شركاء الأمس الأوروبيين. 
أهنئكم يا من تربعتم على جثامين أنفاسنا وأزهقتم خواطرنا وأضعتم كل جميل في حياتنا على كل خيبة أمل تبعثوها لنا في رسائل الأيام وبريد الأزمان. أهنئكم على فشلنا وسواد سعدنا وعتمة حظوظنا إذ إخترناكم أول مرة وأنتخبناكم أول وهلة وعقدنا أمالنا المشؤومة عليكم أول لحظة .
فهنيئا لكم وبئسا لنا ومبارك لكم وتعسا لنا على إختياراتنا البلهاء وتبا لنا وترحا على إقتراعاتنا المشيدة على أظرفة الأموال الملفوفة مع رموز أحزابكم المتبوعة بزغاريد نسائكم المختومة بمهرجانات تهنئتكم فما عاد النصر نصركم لكن النصر نصر فقرنا وحاجتنا وجهلنا . وبها أختم “أهنئكم يا منتخبينا
“.

.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد