afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

المنتخبين المحليين والمنتخبين “الفايسبوكيين” بمدينة الطنطان

 

بقلم: يوسف الحنصالي ـ طالب باحث

 

 

منذ أيام قليلة صرح السيد رئيس المجلس الاقليمي بمدينة الطنطان علي كرمون بأن “المجالس المنتخبة” بالمدينة و”ممتلي” ساكنة الطنطان لم يفلحوا في إقناع المسؤولين في المركز للالتفات إلى واقع المدينة الذي يشي بالكثير من الإهمال والإقصاء البادي للعيان، وقد كان ذلك في البرنامج التلفزي “حديث المدينة” الذي يمر في قناة العيون الجهوية. والغريب في الأمر هو أن السيد الرئيس يلح على أن المنتخبين يقومون بعملهم على أحسن وجه بل أنهم يعملون فوق طاقتهم غيرة على الأقليم ورغبة في تحقيق التوازن الطبيعي لمفهوم التنمية أي أن توازي الخيرات التي تتوفر عليها المنطقة المستوى الذي تعيشه ساكنتها، من خلال انعكاس الأولى على الثانية، بيد أن واقع الحال ينم عن عكس ما يقوله تماما، بل أن فعاليات المجتمع المدني  وساكنة المنطقة تقول أن سبب تخلف مدينتهم هم هؤلاء المنتخبين أنفسهم الذين يشيعون الفساد في المرافق العمومية وينمون أرصدتهم البنكية من أموال الشعب والمستضعفين في المدينة.

بعت السيد رئيس المجلس الأقليمي  في ذات البرنامج إشارات عديدة يبين من خلالها مدى الاختلال الذي تعرفه المدينة على جميع المستويات، وعزى الأمر إلى عدم رغبة المسؤولين في الرباط لحل هذه الإشكالات، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا لا تصارحون المواطنين منذ زمن قديم وتقولون لهم أن الرباط لا تريد تنمية هذه المنطقة لغرض في نفس يعقوب؟ ألستم منتدبين عن ساكنة المنطقة تدافعون عن مصالحها مركزيا ومحليا؟  يجيب السيد علي كرمون بأن منتخبي مدينة الطنطان يبذلون مجهودا مضاعفا لخدمة المنطقة على خلاف باقي منتخبين المد اشر الصحراوية الأخرى، ويضيف بأنهم اجتمعوا في العديد من المناسبات بمسؤولين كبار في الدولة لإقناعهم بالتدخل العاجل لإنقاذ المدينة  من الضياع ووضعها على سكة التنمية، إلا أنه لا حياء لمن تنادي.

كلام مثل هذا يمكن أن يقبله العقلاء ودوي الضمائر الحية ما إذا كان من يقوله هم جمعيات المجتمع المدني و الهيئات الحقوقية… لكن عندما يصدر ذلك عن لسان رئيس المجلس الإقليمي بالمدينة فذلك ما لا يقبله حتى أصحاب العقول البسيطة التي لا تنظر إلى المسألة في أعماقها، وما يزيد الطين بلة هو عندما يقول السيد المنتخب أنهم (أي المنتخبين) لم يفشلوا في مهامهم التي انتخبوا لأجلها، فهو لا يعلم أن الشعب الذي انتخبه ينتظر منه الدفاع عن مصالح ساكنة المدينة باستماتة والمساهمة الفعالة في استقطاب أوراش التنمية الكبرى التي من شئنها خلق دينامية ترابية حقيقية تجعل من العنصر البشري هدفا ووسيلة في نفس الآن، ولم يتذكر أيضا أن الساكنة تنتظر من السيد الرئيس وغيره من المنتخبين المحليين أن يبلغوا أصواتهم إلى العاصمة وأن ينقلوا ردها عليهم وأن يصارحوهم، فضلا عن التسيير الحكيم والشفاف لقضاياهم المحلية أمام مرأى ومسمع من كلفهم بتدبير الشأن العام.

لو كان ما يقوله السيد علي كرمون وقع مع منتخبين في بلاد أخرى لسارعوا في تقديم استقالاتهم إلى الذين نصبوهم في تلك المنزلة بعد أن يصارحوهم بما يقع في دواليب السلطة والحكومة، وربما يعجب الشعب من فعلهم وشجاعتهم فيرفضون استقالتهم، أما ساكنة طانطان فلا تنتظر مثل هذا السلوك الحضاري وهذه اللياقة السياسية لان غالبية المنتخبين تقلدوا الكراسي بطرق غير مشروعة.

أن لم تستطيعوا السيد رئيس المجلس الإقليمي إقناع مسؤولي الرباط  بالالتفات إلى مدينة تزخر بمقومات تنموية قوية ورأسمال بشري مهم، فلا عليكم إلا أن تنتظروا البشرى من منتخبين آخرين قادرين على الإقناع ولهم وسائل جديدة في الإقناع أكتر قوة ومصداقية، فأنتم أن كنتم قد زعمتم بأنكم تبدلون مجهودات مضاعفة بالرغم من أن قبب البرلمان لم تشي يوما بذلك، فإن منتخبي الفايسبوك من شباب مدينة طانطان يبذلون اليوم قصارى جهدهم لإقناع  ليس مسؤولي الرباط وإنما لأعلى سلطة في الرباط، وذلك بشكل بادي للعيان وليس من خلال ما قلتم أنها اجتماعات مع مسؤولين في صالونات مغلقة.  إن الحملة التي بدأها مجموعة من الشباب الفايسبوكي قبل أيام للمطالبة “بزيارة ملكية لمدينة طانطان” أصبحت تتناقلها العديد من الصحف المغربية، وعرفت انتشارا وتجاوبا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، فما عليكم أيها المنتخبين ليس المساهمة في تنمية المدينة، وإنما الاستعداد للمسائلة عن الأموال الطائلة التي لم تنعكس على المدشر وعن الفساد المستشري بالمرفق العام. ولو كنت مثلكم لأخذت العبرة من الإدانة التي أدين بها منتخبي الدارالبيضاء.

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد