afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

المواطن..بين الحقيقة والوهم..؟

 

بقلم: عزيز طومزين.

 

 

سأل جحا يوما زوجته كيف تعرفين الحي من الميت؟قالت: إن الرجل إذ مات بردت أطرافه الأربعة فإذا رأيت أنساناً قد برد على هذا الشكل فسارع بدفنه، فحفظ ذلك جحا في مخيلته.حتى كان يوم بارد فاحتاج أن يجمع فيه الحطب للتدفئة، فخرج يحتطب في غابة قريبة فأطال البحث حتى ملأ وعاءه من الخشب.

وإذ طال مكوثه في البرية في ذالك اليوم البارد فقد لاحظ جحا أن أطرافه الأربعة قد بردت، فقال في نفسه يا جحا لقد مت ولاشك، حسبما قالت لك زوجتك؟؟؟؟؟فاستلقى على ظهره وهو يتأمل نفسه الميت، وترك حماره يسرح أمام عينيه وبينما هو على هذه الحالة جاء قطيع من الذئاب فهجم على الحمار فافترسه في ساعة من نهار وجحا يتأمل المنظر ولا يفعل شيء لحماره،لأنه ميت؟؟؟والميت لا يملك نفعاً ولا ضراً .وأخيراً رفع جحا رأسه قليلا ثم تمتم قائلاُ:أيها الجبناء تعرفون أن صاحبه ميت فأكلتموه،ولله لو كنت حيا لعرفت كيف أؤدبكم.

لا أسرد هذه القصة لإضحاك القراء ولكن لأذكرهم ونفسي أن السواد الأعظم منا تنطبق عليه قصة جحا، فان كان جحا يتوهم أنه ميت فنحن كذلك نعيش في أوهم.ومن يتوهم يظن أن الأوهام حقائق، والحقيقة تقول أن الحقيقة غير الوهم.

ولكن هذه الحقيقة وهم، فليس هناك حقائق أشد وقعاُ وتأثيراُ على الناس من الأوهام.وإلا بما ذا نفسر أن الناس في بلادنا يعلمون علم اليقين أن الانتخابات عمل عبثي لا طائل من وراءه، ووهم كبير ورغم ذلك يذهبون إلى صناديق الاقتراع،ويوهمون أنفسهم بان هذه الانتخابات ستكون على خلف سابقاتها،وبعدما يتضح أن كل ما توهمناه كذب في كذب نواصل كذبنا على أنفسنا بصب جام ضعفنا على النظام رغم أن العيب فينا أساسا،فالنظام لم يجبرنا يوم على التصويت لشخص ولا حتى على المشاركة في هذا العمل العبثي.

ختاماً، أعتقد أنه حان الوقت لنقول بأعلى صوت ”يكفي من الأوهام” ونخرج من الإطار التقليدي لهذه اللعنة التي تطل علينا في كل انتخابات لتجعلنا في حالة نفسية مزمنة لا نحسد عليه.                        

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد