afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

ذكرى استرجاع سيدي إفني.. منعطف حاسم في مسار الكفاح الوطني من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية

الصحراء 24 : العيـــــون

يخلد الشعب المغربي ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير، يوم غد الأحد، الذكرى الـ 50 لاسترجاع مدينة سيدي إفني واستكمال مسيرة التحرير والوحدة الترابية.

ففي يوم 30 يونيو 1969، تم إجلاء قوات الاحتلال الأجنبي عن هذه الربوع الأبية التي أبلت البلاء الحسن في مواجهته ومناهضته ذودا عن حمى الوطن وحياضه وحدوده وحوزته.

وبهذه المناسبة، ذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في بلاغ لها، بالانتفاضات الشعبية التي اندلعت بالأطلس وبالريف وبسائر ربوع الوطن إثر فرض معاهدة الحماية على المغرب يوم 30 مارس 1912، لتؤكد مطلبها المشروع في الحرية والاستقلال.

واشارت المندوبية إلى أنه وعلى غرار المناطق المغربية، قدمت قبائل آيت باعمران الأمثلة الرائعة على روحها النضالية العالية، وتصدت بشجاعة وإباء لمحاولات التوغل والتوسع الأجنبي، حيث خاضت عدة معارك بطولية مسترخصة الغالي والنفيس صيانة لوحدة الوطن ودفاعا عن مقدساته الدينية وثوابته الوطنية.

وحقق أبناء قبائل آيت باعمران الانتصارات تلو الانتصارات رغم محدودية إمكانياتهم المادية، لكن أقوياء بإيمانهم العميق وبقناعاتهم بعدالة قضيتهم وبغيرتهم الوطنية وبروحهم النضالية.

وأبرزت المندوبية أنه كان لتحديات القوات الاستعمارية واستفزازاتها واعتداءاتها على مشاعر الباعمرانيين من خلال إعلانها “أسبنة المنطقة”، الأثر البالغ والحاسم في تفجير طاقاتهم النضالية لتحقيق الكرامة والنصر بالرغم من تواضع قدراتهم العسكرية قياسا بما كان يتوفر عليه المحتل الأجنبي من أحدث وأفتك الأسلحة والتجهيزات والآليات العسكرية.

وتواصلت مسيرة استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية، حيث تم استرجاع منطقة طرفاية في 15 أبريل 1958، ولم تتوقف معارك التحرير في سبيل تحقيق الوحدة الترابية، إذ حقق جيش التحرير انتصارات باهرة أبان فيها المجاهدون عن أجل صور البطولة والشهامة والاستشهاد، ولم يجد معها المحتل الإسباني بدا من إبرام تحالف مع الاستعمار الفرنسي.

ومع ذلك، يضيف المصدر ذاته، ظل أبناء قبائل آيت باعمران والقبائل الصحراوية يقاومون الاحتلال الإسباني، واستطاع المغرب أن يحقق مكاسب عظيمة على درب استكمال التحرير باسترجاع مدينة سيدي إفني من قبضة الاحتلال الإسباني في 30 يونيو 1969.

وكانت منطقة سيدي إفني، بحكم موقعها الاستراتيجي، محط أطماع استعمارية وهدفا استراتيجيا لقواته باعتبارها بوابة بحرية مؤهلة للإنزال العسكري والعمليات الحربية ولطبيعة سيدي إفني وأرضيتها الصالحة لهبوط الطائرات وتضاريسها التي تجعل منها حصنا يطل على امتدادات شاسعة في عمق تراب آيت باعمران والأقاليم الجنوبية عموما.

وحطت جيوش الاحتلال بكل ثقلها في المنطقة منذ سنة 1934 وعززت وجودها بكثافة وشنت عمليات عسكرية وحربية شاملة وكاسحة لأجزاء من التراب الوطني.

وفي مواجهة واقع الاحتلال والتقسيم، خاض المغرب بقيادة جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، حملة دبلوماسية متواصلة، واستطاع أن يجعل من مطلب المغرب في استرجاع أراضيه السليبة قضية تحظى بالأولوية في المحافل الدولية، محبطا كل المناورات المكشوفة والمبطنة لإثبات حقه المشروع في استعادة وحدته الترابية.

وذكرت المندوبية بمضامين خطاب جلالة المغفور له الحسن الثاني رضوان الله عليه عند زيارته لمدينة سيدي إفني في 18 ماي 1972، والذي قال فيه “أرجوكم أن تبلغوا تحياتنا إلى سكان الإقليم، وبهذه المناسبة أبلغ سكان المغرب قاطبة افتخاري واعتزازي وحمدي لله وتواضعي أمام جلاله لكونه أنعم علي بأن أكون ثاني الفاتحين لهذه البقعة”.

ولم يكن تحرير مدينة سيدي إفني، تضيف المندوبية، إلا منطلقا لمواصلة وتعزيز جهود المغرب في استرجاع باقي الأجزاء المغتصبة من ترابه، حيث تكللت التعبئة الشاملة بملحمة أبهرت العالم أجمع، جسدت عبقرية جلالة المغفور له الحس الثاني طيب الله ثراه، التي أبدعت مبادرة رائدة في ملاحم التحرير بتنظيم مسيرة شعبية حضارية وسلمية استقطبت آلاف المتطوعين وساندها أشقاء من العالم العربي والإسلامي ومن العديد من البلدان الصديقة، وسارت وفودهم في مقدمة وطليعة المتطوعين في المسيرة الخضراء يوم 6 نونبر 1975.

وهكذا، كان جلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية يوم 28 فبراير 1976، ورفرفت الراية المغربية خفاقة في سماء العيون إيذانا ببشرى انتهاء عهد الاحتلال الإسباني للصحراء المغربية، وإشراقة شمس الوحدة الترابية لبلادنا، من الشمال إلى الجنوب، ومن طنجة إلى الكويرة.

وباحتفائها بهذه الذكرى العظيمة التي يحق لكل المغاربة الاعتزاز بحمولتها الوطنية ورمزيتها وقيمتها التاريخية، تستحضر أسرة المقاومة وجيش التحرير ملاحم الكفاح الوطني في سبيل تحقيق الاستقلال والوحدة الترابية، وتستلهم منها قيم الصمود والتعبئة الوطنية المستمرة والالتحام الوثيق بين أبناء الشعب المغربي من أقصى تخوم الصحراء إلى أقصى ربوع الشمال، وتؤكد مجددا تجندها الدائم والموصول، صيانة للوحدة الترابية الراسخة التي لا تزيدها مناورات الخصوم إلا وثوقا وصمودا وثباتا.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد