afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

الدراجة الهوائية.. حليف الصحة والبيئة في زمن الجائحة

الصحراء 24 : العيــــون

كثيرون هم أولئك الذين يعتريهم الخوف من استخدام وسائل النقل العمومي في ظل استمرار تفشي جائحة كوفيد-19 التي تفرض الالتزام بالتباعد الجسدي من أجل إبطاء انتقال العدوى.

وما هو الحل إذن؟ الدراجة الهوائية، حيث لوحظ إقبال المغاربة على استخدامها أكثر من ذي قبل؛ باعتبارها وسيلة ممتازة لإنجاز المهام والتجول في الهواء الطلق والحركة مع الحفاظ على التباعد الجسدي الموصى به.

فقد أدت أزمة فيروس كوفيد-19 إلى الحد من الأنشطة الجماعية التي تتضمن السفر بجميع أنواعه، مما نجم عنه دخول الرياضات الترفيهية حول العالم في حالة ركود شبه تام.

لكن الدراجات الهوائية، بوصفها صديقة للبيئة والصحة، لم تثبت فقط أنها صامدة بقوة في وجه الأوبئة، بل يبدو أيضا أنها اكتسبت شعبية في العديد من المدن حول العالم، وفق ما أفاد به الخبير البيئي سعيد شاكري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء.

وأوضح أن الدراجة الهوائية، باعتبارها وسيلة نقل ناجعة وصديقة للبيئة، أضحت تعتبر كعنصر أساسي في “التعافي الأخضر” بعد كوفيد-19.

وأضاف الخبير أنها تجعل من الممكن أيضا احترام تدابير التباعد الجسدي وتجنب الازدحام في وسائل النقل العمومي.

وتتيح الدراجة الهوائية، التي أضحت “نجمة في زمن الوباء” والتي يحتفي بها المجتمع الدولي في 3 يونيو من كل سنة، العديد من المزايا من وجهة نظر بيئية.

وفي هذا الصدد، قال السيد شاكري إنه “عندما أعلنت منظمة الأمم المتحدة يوم الدراجات الهوائية سنة 2018، فقد أشارت إلى أن الدراجة هي وسيلة نقل بسيطة وسهلة الولوج وناجعة ونظيفة ومستدامة”.

ووفقا للخبير، تعد الدراجة الهوائية واحدة من أكثر وسائل النقل الصديقة للبيئة، لأنها لا تتسبب في أي انبعاثات لثاني أكسيد الكربون، وبالتالي تقلل بشكل عام من البصمة الكربونية الفردية، وهو المعيار الرئيسي الذي يجعل من الممكن قياس تأثير فرد أو كيان ما على البيئة.

وأشار إلى أن المصدر الأول لهذه الغازات في المغرب، كما هو الحال في العديد من البلدان، هي وسائل النقل، مما يجعل الحد من حركة العربات أحد الروافع الرئيسية من أجل تقليص هذه الانبعاثات.

وتابع أن الأهداف المعلنة في السياسات العمومية على مدى عشرين عاما لصالح التحول في وسائل النقل، وتعديل حصص السوق لمختلف وسائل النقل، تنبع من هذا المنطق تحديدا.

ويتعلق الأمر، وفق الخبير، بتحويل جزء من التنقلات بواسطة السيارات الخاصة نحو وسائل النقل العمومي واعتماد التنقلات الحركية، لاسيما ركوب الدراجات والمشي.

والسبب وجيه في ذلك، فهاتان الوسيلتان الأخيرتان، باعتمادهما على الطاقة البشرية، هما الوحيدتان اللتان لا تستهلكان قطرة من الوقود، وبالتالي ليس لهما تأثير سلبي على المناخ.

وبصرف النظر عن مزاياها البيئية، تظل الدراجة حليفا أساسيا للتمتع بصحة جسدية ونفسية جيدة.

وفي هذا الصدد، قال الطبيب العام ياسين بلفقيه إنه “على غرار جميع الأنشطة البدنية المنتظمة، فإن استعمال الدراجات الهوائية له العديد من الفوائد للجسم.

ويشمل ذلك التأثير المفيد على القلب والأوعية الدموية، خاصة وأن الدراجة الهوائية تساهم في تحفيز عضلة القلب وضبط معدل نبضات القلب”؛ مضيفا أن ركوب الدراجات الهوائية يؤثر بشكل إيجابي على ضغط الدم ومستويات الكوليسترول.

ووفقا للطبيب، فإن استعمال الدراجات يساعد أيضا في تحسين وظيفة الجهاز التنفسي، مبرزا أن هذه الرياضة مفيدة لأنه أثناء ممارستها، لا يضطر الشخص لحمل وزنه، وبالتالي فهي رياضة سهلة وفي متناول جميع الأشخاص بمختلف فئاتهم.

وأشار السيد بلفقيه كذلك إلى أن ركوب الدراجة، على غرار الرياضات الأخرى، يؤدي إلى إفراز الإندورفين، مما يقلل من التوتر والقلق، بل ويساعد في تفادي خطر الإصابة بالاكتئاب، مما يسمح بتقليل العلاجات الدوائية وبالتالي تقليل الآثار الجانبية.

وأكد أن ممارسة هذه الرياضة لها تأثير إيجابي على تزويد الدماغ بالأوكسجين، مما يحسن الكفاءات المعرفية، مثل الذاكرة والتركيز.

ومنذ سنة 2018، يتم الاحتفال باليوم العالمي للدراجة الهوائية في 3 يونيو، بهدف تشجيع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على منح الدراجة الهوائية مكانة خاصة في سياسات وبرامج التنمية، وكذا تحسين السلامة الطرقية بفضل بنية تحتية ملائمة للنقل.

كما تحث الأمم المتحدة من خلال هذا اليوم على تحسيس الجميع بأهمية تفضيل استخدام الدراجة لتعزيز التنمية المستدامة، وإغناء التعليم، وخاصة التربية البدنية، للأطفال والشباب، وتعزيز الجانب الصحي والوقاية من الأمراض.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد