afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

كيف تخلى بنكيران عن المبادئ من أجل الحقائب

بقلم: محمود من لا يخاف

لقد ساهمت الأزمة الحكومية التي شهدتها البلاد بعد انسحاب حزب الاستقلال من الائتلاف الحكومي، في تنوير الرأي العام الوطني حول حقيقة مبادئ الأمين العام لحزب العدالة والتنمية. حيث لم يتقبل الزعيم السياسي للحزب الإسلامي أن يخسر أول تجربة حكومية له ولحزبه الذي ضل ومن بداية تأسيسه على يد الدكتور الخطيب يمارس المعارضة، وأمام سعيه للاحتفاظ بمقاعده الوزارية، فضل التحالف مع أقوى خصومه السياسيين، الذي كان يتهمه بالأمس القريب بالاختلاس المالي، في ما قيل عن فضيحة التلاعب في العلاوات والمنح بين مزوار وزير الاقتصاد والمالية الأسبق وخازن المملكة نور الدين بنسودة. لتتضح معالم اللعبة السياسية لقيادة العدالة والتنمية للمتعاطفين معه، فكيف لبنكيران أن يعقد تحالف حكومي مع من اتهمه بتبديد المال العام، هنا فهم الجميع أنه حينما تغيب المبادئ من أجل الحقائب يبقى كل شيء ممكن من أجل المكاسب السياسية.

إن ما أسفرت عنه المشاورات التي قادها بنكيران بتفويض من الأمانة العامة لحزبه وائتلافه الحكومي، مع رئيس التجمع الوطني للأحرار، كشفت عن مجموعة من الحقائق حول منطق المبادئ المعلنة من حزب المصباح وخطابه الديماغوجي الذي يوجهه للشعب المغربي. فبنكيران دافع عن الوافا الذي خان مبادئ حزبه، من أجل البقاء في حكومته في نسختها الثانية. كما أنه قبل باستوزار من اتهمه حزب العدالة والتنمية في أخر انتخابات تشريعية بالفساد الانتخابي في دائرة لفقيه بنصالح، بعد الاعتراض على استوزاره في حكومته الأولى. كما أن بنكيران تخلى عن أقوى وعوده التي لازمت فترة الانتخابات التشريعية والتي ارتكزت على تقليص عدد أعضاء الحكومة علاوة على استوزار الأصلح، لتأتي حكومة 39 وزير، التي جاءت بمنطق تفكيك قطاعات وتشطير تسميات، والتحامات قطاعية، كل ذلك من أجل إرضاء خواطر حلفاءه على حساب ميزانية الدولة، متناسيا طبيعة الظرفية الاقتصادية الصعبة التي يعرفها البلاد، والتي جعلته يتخذ قراراته اللاشعبية المتمثلة في الزيادة في المحروقات والمواد الاستهلاكية مستهدفا القدرة الشرائية للشعب المغربي.

إن واقعة بنكيران مع شباط ومزوار جعلت كل السياسيين والمهتمين والمتتبعين، يستخلصون الاستنتاجات والعبر السياسية، فبنكيران رفض إجراء تعديل حكومي جزئي بطلب من حليفه الاستراتيجي في التحالف الحكومي، ليقبل بإجراء تعديل حكومي شامل بضغط من أكبر خصومه السياسيين. كما أن بنكيران لم يكترث لمذكرة شباط لتدبير أزمة حكومية خارجية، ليهتم مجبرا بتفعيل مذكرة مزوار للخروج من أزمة حكومية داخلية. ليتضح في الأخير أن بنكيران انساق وراء عواطفه الشخصية ضدا على مشاعر المغاربة ضاربا عرض الحائط بمصلحة الوطن التي حينما يجد نفسه في ورطة لا يجد سواها للخروج منها.

ويلاحظ أن بنكيران فشل في تدبير المرحلة الانتقالية بعد الدستور الجديد بالرغم من صلاحياته الدستورية، لتعود الحكومة لمنطق الوزارات السيادية والتكنوقراط، كل ذلك ليبقى بنكيران على كرسي رئاسة الحكومة. وهو ما يجعلنا ندرك حقيقة واحدة مفادها أن بنكيران تخلى عن المبادئ من أجل الحقائب.

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد