بقلم: محمد هشام حمزة
في زمن الأنتلجنسيا و نوسطالجيا النبلاء الجدد … قارئــة فنجانك يا ولدي قالت متهم أنت …. عندما تكتب …. عندما تختلف … بل حتى عندما تفكر… لتجد نفسك مادة تحليلية في برنامج تفكيري والآخر …. تحت عنوان من سيربح السؤال … فما أكثر الأفكار التي نتراجع عن كتابتها رغم أنها أصدق ما نحس به …. أنا أفكر إذن أنا … سأكتب … لأن بياض الورق أصبح يخيفني… ألم يكتب هنري فورد بأن التفكير أكثر الأعمال صعوبة و القليلون من يقومون به … في زمن المفكريين و النخبويين الجدد … هرمنا في كل شيء … في كتاباتنا … في تفكيرنا … في نقاشاتنا … في إبداعاتنا… بل حتى في إختلافاتنا … ما أستغرب له أحيانا … عندما تكتشف مخلوقا طينيا يريدك أن لا تكون أنت … فما أكثر من يريدك أن تكون عبدا … تحياتي لإلينور روزفلت عندما قال لا أحد يستطيع أن يجعلك تشعر بالنقص دون موافقتك … ؟؟؟
ليس جبنا مني إن قلت لكم … ليست لي نوايا … في الكتابة … في زمن ‘’الإنستجرام’’ و عقلاء ‘’الفايبرات’’ … الكل يفكر … بل الكل يريد … واش حنا هما حنا … ‘’أقلبي ولا محال’’ …. غيوانيات تجعلني دائما أطرح السؤال … عجيب أمر أمة إقرأ … ‘’سكيزوفرينيا’’ في كل الأشياء … تراجيدي فكريا يريد الحداثة … كسول يريد النجاح … منبطح يريد الكرامة … فوضوي يريد الحرية …. شوفيني يريد المساواة …. ديكتاتوري يريد الدمقرطة …. نائم يريد التنمية … مطبل يريدك أن تزمر …. مزمر يريدك أن تطبل …. أيها المارون أمامنا … ألم تسمعوا بمقولة تكلم حتى أراك … إستراتجيون بتوقعات تاريخية … حداثيون بنكهة شباطية … علمانيون بأفكار صوفية … تقدميون بنقاشات فيزازية …. ليبيراليون في جلابيب شيوعية … حقوقيون بخطابات عنصرية … إعلاميون بلكنة إبتدائية … فكثيرا ما أجد نفسي مذهولا … أمام تخمة أنغام التنظيرات والتحليلات و النضالات العربية … أحيانا تستوقفنا أشياء لا قيمة لها عند البعض … أو ليس الغباء هو رؤية الأشياء كما هي … لكن أتركوني أذكركم بجوزيه ساراماغو حين قال ما أصعب أن يكون المرء مبصرا في مجتمع أعمى …. ألم أقل لكم بأن التفكير والألم توأمان … ؟؟؟
يا نساك الكاتدرائيات الرقمية … ضجيجكم لا يقنعني … فسلامي لجون لوك لما قال وحده التفكير يجعلنا نملك ما نقرأ … نلوم جغرافيتنا والعيب فينا … سياساتنا العمومية أمست تبوريدات بنكيرانية … معارضتنا صارت ستريبتيزات برلمانية …. تنميتنا زادت بنكتة أمازيغية …. صناعتنا لغة عربية … نريد تسويقها بالعامية …. بيئتنا تربتها أضحت هوياتية … إبتكاراتنا تقنيتها مضاربات جنسية … ’’ الإيزو ’’ عندنا أصبح هو الإقصاء و التكفير و الطائفية … رحم الله من إكتشف عيوب الديموقراطية و أفتى بأنها تجبرك للإستماع لرأي الحمقى … في وقت كثرت فيه برايمات مكيجة التخلف و عصرنة الجهل المقدس … يمكنكم تكذيبي ولكن ما أصدق التاريخ … بل حتى حدود جغرافياتنا البشرية لازالت تبكي من السخرية … نكتة أم حقيقة هذه الحفريات الأنثروبولوجية … ؟؟؟