afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

حرف ” تيفناغ ” في الصحراء، وسر زوبعة في فنجان ..

 

بقلم: عمر إفضن


لأول مرة نرى ضجة من نوع أخر  لكن  ليست بعيدة عما يجري في المغرب ويخطط له  المخزن وأتباعه بإحكام  ، هذه المرة لاحظ نقاش مفبرك ، بدء  بأولئك الذين نشروا مشروع بوابة  ثمتل مدخل مدينة كلميم من جهة إقليم طان طان ، وفضل بنشر هندستها  التي تم إستغلالها  بعدا ذلك بالحديث عن رمز “تيفناغ ” ويتحدث الإعلام الإلكتروني بعد ذالك  على أن نشر الخبر ولاحتى الذين قيل غيروا معالم هندسة بوابة المدينة لم يحقق معهم بعد ، وفي نفس الوقت  تم صيغة بيان  بعد أن طرح -حسب ما قيل – عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي،  إشاعة الخبر عبر  موقع التواصل الاجتماعي بالفيسبوك على مسامع أعضاء المجلس الإقليمي لجهة كلميم  ، وخلاله تم صياغة بيان على هامش دورة المجلس  ، وأكد فيه أن الصورة المنشورة في الفايسبوك  صورة مركبة تستعمل أساليب لتركيب الصور   بهدف إثارة المشاعر ذات أبعاد عرقية وإتنية ، وبمجرد ما نشر هذا البيان  وقيل أن تلفزة العيون الجهوية نقلت تصريح  محامي وضمن تنظيم حقوقي  وهو بالمناسبة عضو في المجلس الإقليمي من قبيلة  آيت الحسن التكنية ، كما أن عضو المكتب الاتحاد الاشتراكي  ورئيس المجلس البلدي  هو الآخر من قبيلة آيت عبلا المنتمية الى آيت بعمران وهي قبيلة تكنية أيضا على غرار آيت حماد و أزوافيض وايت ياسين ،  وآيت أسا… وايت موسى وعلي التي ينتمي إليها بعض من الأفراد  الذين قاموا بوقفة احتجاجية تعزيزا لفكرة أن القوس كانت له هندسة تستحضر رمز  اللغة الامازيغية “تيفناغ” ، وقام هؤلاء بصياغة بيان آخر  بتاريخ 24 يناير 2014 ، يستنكر ون فيه  النعرة العنصرية  التي توحيها الصورة المفبركة  والتي استعملت فيها أساليب تكنولوجية حديثة ، ذكر نفس البيان أن المجلس الإقليمي لكليميم  الصادر بتاريخ 23 يناير 2014  قام بتضليل الرأي العام ، ومن ضمن ما ورد   تنوير الرأي العام  حسب البيان الجماعة “العدوة”  لأفراد  داخل المجلس الإقليمي ، والتي  أقحمت نفسها في صراع  الهدف منه إثارة النعرة القبلية والعنصرية خاصة عندما يتحدث البيان الموقع من طرف مجموعة من الجمعيات  دون توقيعه بالاسم واليد ،  وهو ما يجعلنا نؤكد أن المجتمع الصحراوي يحتاج الى أحزاب جهوية  على غرار جهات المغرب ، مادام أن توقيع مثل هذا البيان ، ويا للغرابة  تم من طرف جمعيات لاتفهم في قيمة الرياضة ولا الروح الرياضية مثل  جمعية  الفنون الحربية  ” الايكي تاي شين كاين إكيدر كلميم “، وجمعية  أخرى لاتفهم في أمور الفلاحة  ك منتجي الزيتون بإقليم كلميم ،  وتحف عروسة الجنوب و…. جمعية طبعا الخيمة الدولية فرع كلميم  التي يوجد مقرها بهولندا ، ووقعت هذا البيان المضاد والتي تجاوزت كل الحدود حينما انتقل الصراع الشخصي بين أطراف في اللعبة السياسية الممخزنة أصلا  يغيب  فيها أدنى شروط التنافس الشريف الى ضرب في مكونات الهوية الوطنية ، وتجاهلها بالمرة  حيث  ورد في النقطة السادسة  من البيان ” نعتبر أن المكانة الدستورية للغة معينة والتفكير في تحنيطها وجعلها رموزا وثنية من الاسمنت، لايمكن أن يكون مدخلا في طمس الهوية الودنونية ” انتهت الجملة . وهي الجملة  التي تهمنا وكافية  لنفهم أن ثنائية الصراع مفبركة ولا علاقة لها بالأمازيغ  ولا بالحسانيين كما  يراد لها ، وهنا نطرح أسئلة لعل القارئ نقنعه بكون هذا الصراع مفبرك في هذا الوقت بالتحديد وعلى حساب استغلال للأمازيغية .عندما جالست احد موزعي هذا المنشور بمدينة كلميم وهو على ذكر ابن تكانت مهاجر بالخارج شاب يتكلم الأمازيغية بطلاقة ، محسوب على زاوية درقاوية ،  وجرى بيننا حوارا وهو يدافع بشراسة على البيان المضاد ويلخصه في نقطة واحدة هو أن فلان لا علاقة له بالامازيغية و لا يحق له الحديث  باسمها ولا برموزها ، هو  الشخص الذي يعنينا وهو ما يهمنا في مكونات ودنون وغيره من الكلام  الملخص في البيان  حسب زعمه ،  أجبته حينه بلباقة وذكرته بميزة الزاوية الدرقاوية وبشكل تهكمي لأنه كان غاضبا  ، مذكرا إياه إن كان يعنيكم فلان وفرتلان ،فانتم تعرفون أن لديه صفة حزبية ، أما إذا كنتم تتحدثون عن قبيلة آيت بعمران فهو فقط فرد ضمن فرقة منها  وهي قبيلة آيت عبلا  جده هو أحمد نطالب  وهو قائد  على آيت عبد الله  تم آيت اعزا ” أنظر المختار السوسي ، ايليغ حديثا ، ص : 267، هامش 534، واستطاع حفيده  أن يفرض نفسه في لعبة سياسية يقرها المخزن بدء بمعرفة أصحاب الظهائر  المخزنية وهي طقوس متوارثة الى حدود اليوم وهي صنيعة القرار ولعل تعيين العمال  والولاة في سنة 2014  يعكس إستمرار الدولة على هذا النمط  ومنهم طبعا ظهائر قواد القبائل التي تقود تكنة  وأشهرهم قبيلة آيت موسى اوعلى ومنهم القائد دحمان بن بيروك بأكلميم ( انظر روضة الأفنان في وفيات الأعيان وأخبار العين وتخطيط ما فيها من عجيب البنيان ص 109 لصحابها محمد بن أحمد الاكراري ” ، مذكرا إياه  بمحاولة ركوب الأحزاب  السياسية على مطالب الامازيغ الأحرار  فكم من حزب يستغل اليوم  الامازيغية من الإسلاميين والأحرار والبام في بهرجة لإعداد قبلي  للإنتخابات  ومنافسة الإسلاميين ، الى درجة  أن الفقيه المقاصدي الريسوني فطن للعبة توظيف ” المقرئ أبوزيد ” في مزايدات  ، فكتب مقالا عنها واقر بان اللغة الامازيغية  أية من آيات الله  .. ، لكن تتجاهل هذه الجماعة  المعدودة على أصابع  اللغة الامازيغية وتعتبروا  أن حرف “تيفناغ” وثنية وغيرها من الكلام التافه الذي لايواكب ما يحدث اليوم في شمال إفريقيا،  ينم عن تقصير وعن  فكرة واحدة  مفادها  أن هؤلاء الأفراد   مسخرون وفقط  على شاكلة كل أرانب السباق الذي ينفد بهم المخزن خطته، والرابح الأكبر من هذه العملية  هو من حرك هذا الوتر  لأغراض سياسية انتخابوية .   ولعل مجموعة من القرائن  تدل على أن هذه اللعبة مخزنية بامتياز ، ومن إشاراتها  أسئلة جديرة للتمعن ،   فمتى كان مسوؤلي هذا الوطن ومنهم  السياسويون في  كلميم  يردون على كل ما ينشر في “الفايسبوك” ؟، وحتى إذا  اعتبرنا أن هناك فبركة لصور  البوابة ، فلماذا تم إقحامها عنوة  في مجلس إقليمي يعنى بقضايا الشأن المحلي ، بحيث تم  صياغة  بيان على هامش دورة المجلس  في سابقة من نوعها ؟؟، تم من الذي حرض الجماعة المضادة  لإقحام نفسها في هذا الصراع بدعوى أنها تمثل ودنون دون غيرها ؟ ولماذا بالضبط يتم الخوض  في هذه الهرطقة  في هذا الوقت بالتحديد؟ أليس للأمر علاقة بقدوم  مؤسس جبهة “البوليساريو” الذي تم تعينه اليوم  مسوؤلا على ولاية جهة كلميم السمارة اليوم  ؟ آلا يجسد هذا الطرح داخل المجتمع في اكلميم على  القادم  والمحتمل  لما تخبئه الأيام  ؟ أم أن إقحام الوالي الجديد في هذا الوهم البطولي  يراد منه  التقرب إليه والحصول على المكاسب الشخصية ؟ … أسئلة كثيرة والقاعدة في هذه الأمور تقول أن المخزن أصبح يتقن  منطق حكمة الفيلسوف  جون بول سارتر ، مفادها : أن كل جماعة ليس لها عدو ، تضمحل وتموت” ، وصناعة الرموز الوهمية  لاتكون حسب قضايا الشعوب المصيرية ، فكان بالأحرى على  جمعيات الفنون الحربية ، وجمعيات الزيتون أن كانت فعلا يهمها  الشأن المحلي وتريد أن تنور ساكنة كلميم  أن تحرر بيان يتضمن فحوى ميزانية  تلك الأقوس  وتكاليف بنائها ومن شيدها ؟وكيف تمت الصفقات ؟…،  عوض الخوض في التفاهات ، كما انه من جهة  من حق  ممثلي “الأحزاب السياسية” والمنتخبون أن يرفضوا المسائلة  عن مايسمى بالمال العام  من طرف هذه الجمعيات ،  ببساطة  كل هذه العمليات  تبدو مفبركة  صانعتها أطياف المخزن ، فيكفينا قناعة أن يرد  منتخب ، أو مسوؤل حزبي من عيار عضو مكتب سياسي عن هؤلاء ، بجواب كافي لايحتاج الى نقاش من قبيل أن كل هؤلاء المنتخبون  استطاعوا استقطاب المخلوقات الآدمية التي لم تعد لها كرامة أمام هؤلاء إما بشراء أصواتها ، أو تقديم الهدايا والمناصب أو غيرها من الإغراءات ، فيكفينا أن نرى أشبه أساتذة ، أطباء،  محامون…يلتفون حول هذه  العملية وخير دليل  شريحة مدينة كلميم  حيث يفقد فيه الإنسان كرامته بمجرد دريهمات ..، أنداك فهو الخاضع للاخطبوط  لاتنفع معه ثقافته ولا يتجرأ لقول لا، أمام أسياده ،  وهي حالة تسري  على كل الأقاليم الصحراوية وليس كلميم فحسب ، وهل يستطيع مثل هؤلاء المعارضون الجدد أن يصارعوا الأباطرة” أولاد المخزن” ” في تغيير تموقعهم  ؟؟ اعتقد أنه من الصعوبة بالمكان  مادامت طقوس الموروثة قائمة  ، بل يستحيل أن  تتحرك جماعة أو أفراد تصنع لنفسها  مقام أو قيمة  داخل المجتمع دون المخزن  ، فحبذا لو تتركوا الأمازيغ والحسانيون المغلوب على أمرهم  جانبا ، والتعدد اليوم  يعني تقسيم الثروة  وإنصاف الشعب  ، أما دون ذالك فالمزايدات السياسوية لاتجدي ولا تنفع ، فنعل الله من أيقض  الفتنة ، وما ضجة حرف ” تيفناغ ” في الصحراء إلا زوبعة في فنجان يراد بها باطل  . 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد