afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

حتى لاننسى مسار أول عامل على إقليم افني

بقلم: عمر إفضن 

 

     

 مرت ثلاث سنوات ، تقريبا على تعيين مامي باهي  عاملا على  إقليم افني، طبعا  كلنا نعرف السياق التاريخي  الذي ظهر فيها هذا التنصيب ، وكيف كانت قبائل آيت بعمران تطالب بإقليم افني بمجرد تسليمه للمغرب منذ ستينات القرن الماضي ، وكانت الدولة المغربية  تدرك حساسية المطلب  في بعده السياسي، ارتباطا بوثائق دولية منها اتفاق تطوان 1860 ، الى إعارة الإقليم في 4يناير 1969. سكرتارية افني التي أنشئت من طرف مجموعة من أبناء المنطقة ، مرتبطة هي الأخرى بسياق  حكومة التبادل التي قادها عبد الرحمان اليوسفي ، وتميزت  بالإنفراج النسبي في ممارسة حق التظاهر ، وشكلت المرحلة قطيعة ولو مؤقتة مع سياسية وزارة الداخلية في عهد الوزير الأسبق  إدريس البصري، الذي كان يحكم بقبضة من حديد الى درجة أن اسمه ارتبط بتسمية وزارة الداخلية بالوزارة المقدسة وارتبطت أيضا  بفترة سوداء من تاريخ المغرب ، وبحكم أن مطالب سكرتارية افني  كانت اجتماعية بالدرجة الأولى، من منطلق أن هناك إقصاء ممنهج لعمال تزنيت وكيف أن هؤلاء كانوا دوما ضد نخب آيت بعمران وأعيانها ويستغلون ثروات مدينتهم  ورصيدهم التاريخي باعتبارهم مقاومين وغيرها من الأشياء التي ترتبط  بالتهميش و قضايا التنمية  الخاصة بسيدي افني، وهو ما أفضى في نهاية المطاف الى  تنصيب عامل على عمالة افني، والذي شيد له مقر العمالة في الساحة الاسبانية ، والمعروف عن ذاكرة المكان والتي شيدت فيه العمالة ، أن وفود الإسبان في عهد الجنرال فرانكوا، وأثناء إدارتها  للمدينة يفضلون نفس المكان  لإلقاء  خطبهم على جموع غفيرة من الجمهور والجيش، وعلى رأسهم زوجة فرانكوا آنذاك ، ولم يكن المكان ذا قيمة تاريخية ، كما لمقر  المقيم العام القريب منه، والذي أصبح  يقيم فيه رئيس  بلدية سيدي افني اليوم ، وأهميته التاريخية ، فهو المكان الذي تم إنزال فيه العلم إلإسباني سنة 1969، وتم تسليم السلط حينها  بين المقيم فيكا والجنرال وزير الدفاع المغربي آنذاك اوفقير، هذا الأخير، ظل رمزا للتسلط عند آيت بعمران المنتمون للقوات الشعبية بحكم انتمائهم الإيديولوجي أنداك ، لدى فتعيين عامل هذا الإقليم يرعى فيه هذا المعطى ، فكان  إشراف الأمين العام للحزب الاتحاد الاشتراكي السيد لاشكر  على تعيين عامل الإقليم دو الأصل الدليمي مامي باهيا ، وعلى ذكر هذا التعيين فقد  أخد  فيه  بعين الاعتبار  ليس فقط كون المدينة ترتبط  تاريخيا  من منظور المخزن التقليدي، بمدينة الاتحاديين طبعا المندفعين منهم ولعل سنوات الستينات من القرن الماضي شاهدة على ذالك التهور، وسيبين التاريخ بعد ذالك  أن حزب الوردة رغم  حكومة التبادل لم يكن يبيع سوى الأوهام لمثل هؤلاء، وهنا نتذكر كيف أن  احد أثرياء الصحراء المحسوب على فرقة آيت يوب قبيلة آيت الخمس الدرهم حسن ابن مناضل القوات الشعبية  الدرحم احمد ،  كيف  استطاع أن يغير رأيه من آيت بعمران ،بعدما فشل  في  كسب رهان انتخابات 1993 رغم الأموال ودعم السلطة ،  بعدما ترشح  بحزب “بوعيدة “التجمع الوطني للأحرار،ولم يكن منافسه الحقيقي سوى عدل بسيط ،واستطاع أن يلقى إجماع آيت بعمران  وان يحصل على غالبية أصواتهم، بكل بساطة المعجزة في الأمر أن المقاوم بكا كان ينتمي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ووعد رفاقه من المقاوميين لتحقيق الوعود لكن لاشئ من ذالك تحقق،ومنذ الهزيمة الشنعاء التي تلقاه  الملياردير حسن الدرهم بمسقط رأسه غادر المنطقة  وتناوب على مجموعة من الأحزاب الليبرالية  الى أن عاد الى  انتماء  الأصل للأب للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلى درجة أن موالاة أعيان المخزن من آيت بعمران الى حزب الوردة  مرتبط به اليوم ،غير أن ذالك ليس إلا الشجرة التي تغطي الشمس ولا يمكن الاستغناء عن معطى  الانتماء القبلي للسيد العامل ، مادام أن سياسية المخزن مازالت تستحضر،ذالك المورث الكلاسيكي الذي يقسم المغرب إلى بلاد المخزن و”بلاد السيبا ” كما يسمونها،عامل إقليم سيدي افني مند البداية يعرفه أهل المنطقة بخصوصية”حسانية “فهو يتكلم اللهجة  الحسانية  ، وانه معروف عند أهاليه بالداخلة كمدير مركز الاستثمار الجهوي، إلا أن نجاحه حسب المتتبعين  وتكوينه من طرف وزارة الداخلية يرجع الى انتمائه القبلي بحكم أن هناك بقايا  من “أولاد عمو”،علىغرار كل الصحراويين  الذين يضعون رجلا في المغرب وآخر في  تندوف، فيكفي أن يكون لك أصدقاء من تندوف ولو في الفايسبوك  فأنت الكريم  والمرضي ، وراعي الوحدة الترابية وغيره من الكلام الفضفاض .عامل الإقليم ، يعد أول عامل تم تنصيبه على افني مند مغادرة إدارة اسبانيا لعاصمة الصحراء، كما انه  ينتمي الى قبيلة عرفت بعودة من أشهر  قيادي البوليساريو ألبعثي ولد سويلم ، تقلد سفيرا للمغاربة بمدريد، من جهة إتقانه للغة الاسبانية أيضا كان حاضر في تعيين باهيا مامي على إقليم سيدي افني ، طبعا  قد يكون السبب كون افني مازال اسمها مرتبطا  بالقديسة” كروز” لدى الإسبان ،ويبقى سر نجاح عامل  الإقليم في مسقط رأسه بالداخلة ، حسب العارفين في  الأمور إتقانه فن أخد الصور التذكارية وتسويقها عندما كان مديرا لقسم الاستثمار .في غضون أيام فقط من تعينه على عمالة سيدي افني كثر القيل والقال عن السيد مامي باهيا، وظهر خطاب جديد  لم يعاهده آيت بعمران ، بحيث أن التسويق  لصورته ومزاياه  كانت في البداية  عند فرقة  آيت ياسين بقبيلة صبويا ، وهو القبيلة التي استقبلت الملك محمد السادس في جماعة صبويا  أثناء زيارته الأخيرة لسيدي افني، حيث أن اختياره لبلدة آيت ياسين ليس سوىكون الانتماء حساني ، وان القبيلة لها امتداد في المشرق العربي ، كما عرفت في تاريخ آيت بعمران بتولية أول قائد مخزني الحسن بن عليات الصبيو السرغيني الأصل من طرف الحسن الأول للإشراف على  مراقبة مركز اركسيس  على اثر تهافت الأجانب في البحث عن أمور المعادن حسب ماورد في رسائل موجهة من السلطان الحسن الأول 1822 الى القائد ، الصورة المهيأة عن عامل الإقليم سرعان ما تلاشت خاصة وأن هذا الفرع الذي يفتخر أنه من أولاد الدلاليم الحسانين، وحضي بزيارة الملك سرعان ما فشل في تدبير سياسية شراء السلم الاجتماعي بسيدي افني،بداء بظهور لأول مرة في المنطقة الموالين للبوليساريو ألبعثي، ورفعت رايات الصحراويين في قبيلة صبويا ، في صمت مكشوف لأعيانها،وتفشت بعد ذالك  ظاهرة لإستقطاب بالكارتيات،والتعامل مع مفسدين من الصحراء ومنهم من ترامى على أراضي القبائل بسيدي ورزك الساحلية ، ومنهم من هو متورط في عرقلة الحي الصناعي وعاد اليوم يوزع في الخناجر ، وأهدى أحداها للعامل مامي باهيا ، ومازال أصحاب الطكسيات الذين دعموا حملته الانتخابية البرلمانية باسم حزب الوردة لم يتلقوا أجرة عملهم  و يشتكون من التغاضي عنها، ومن هولاء المليارديرات أيضا من هرب إليهم مؤخرا الفرنسي ب40 مليار سنتيم ولم يفكر يوما في بناء مشروع استثماري في بلدته ، غير استغلال الساكنة بدريهيمات كلما حان وقت  الموسم الديني ” لسيدي زكري” بفرقة آيت يوب التابعة لقبيلة آيت الخمس  ومنهم، ….. وفي سياق أخر نتذكر كيف أن عامل الإقليم مامي باهيا  وفي سابقة من نوعها  اشرف على  ذبح الإبل أو الجمال في  ضريح سيدي افني ، وهي عادة دخيلة على المجتمع الباعمراني ، بل قام بتغيير معالم الضريح في شكل مشبوه ، وترك هناك مشعوذا يقتات من ألآلام الناس، قصة الذبح هاته  تذكرنا بالثور الأسود الذي ذبحه الإسبان على مرسى سيدي افني ،كما تذكرنا أيضا بحكاية  أحد الصحراويين من”أهل شيخنا ” الذي قيل بان سيدي افني أصيبت بلعنته بعدما قتله آيت بعمران ،وهو ما جعل رئيس سابق  للمجلس البلدي لافني المحسوب على حزب الحركة الشعبية ،  أن  قدم الذبيحة لضريح  بجوار جامع الكبير بالمدينة  يعود إلى أهل ماء العينين لطرد النحس على إفني ، ونظرا لسذاجةالرئيس تقدم بهيبة مالية لأهل مستي ، مقابل تقييدهم فترة وجيزة لكي يفك أسرهم  “منات” أي نساء أهل ماء العينين ، ونظرا لفطنة أهل مستي،اخذوا الهيبة  وانسحبوا،ولم تمر إلا أشهر  أصيب فيها الرئيس بوعكة على اثر سقوط عمود خشبي على ظهره  في ميناء سيدي افني وكانت نهاية خربشاته  وسمعته في البلاد.

  عامل الإقليم ماماي باهيا أيضا تروي عنه الصحافة أنه إستقبل التامك وزير اتصال مايسمى  بالجمهورية العربية  وستظهر الحقيقية عندما تفضل وفد من شبيبة الاتحاد الاشتراكي التي يقودها لاشكر الذي اشرف على تنصيب ماماي الى تندوف لأول مرة ، وزيارة الأمين العام لحزب الوردة  للاجئ ولد سلمى  بموريتانيا، وهو مايعني أن ما يحاكى باسم  افني له علاقة بوزارة الداخلية وحزب الوردة ، ما يحز في النفس،ويحس به أبناء منطقة افني،أن منطق المخزن التقليدي في التعامل مع منطقة آيت بعمران مازال قائما، يراد منه إبقاء الوضع على ماعليه ، دون أن نستثني في كل ذالك  أيضاإحتكار ذوي النفوذ من أهل الرباط وسلا وفاس للقرار السياسي سواء في الدوائر العليا أو الحكومات المتعاقبة  ومادام أن الوزراء يشترون مناصبهم كما يعرفهم وحدثتنا عنهم  مدير إحدى الجرائد الوطنية ، فما ذا عسانا أن نقول عن التعيينات الصغيرة للعمال والولاة  و احتكار العمل السياسي أيضا ولعل قانون الأحزاب في المغرب يمنع كليا تأسيس الأحزاب الجهوية أو حتى الوطنية التي لها علاقة بالهامش،فحرية تأسيس الأحزاب  بالمغرب في  عمقها ، لاتمنح رخصتها إلا لفئات تستغل المغرب منذ الإستقلال الشكلي .آيت بعمران في كل هذه العمليات  السياسية ظلت خاضعة لسياسية ممنهجة كانت آخرها الاعتقالات المتوالية،لتركيع أبناء المنطقة ،ليس إلا، فماذا يعني إعتقال شباب يسعون الى الكرامة والعيش الكريم ؟، وماذا يعني إبقاء آخرين على ذمة الأحكام التي ارتبطت بأحداث السبت الأسود؟ ، دون أن يتم إنصاف عائلاتها ، وماذا يعني أن يبق إستاد في التعليم ،ضحية أحداث السبت الأسود  يطالب الدولة بحقوقه التي يخولها الدستور،والمواثيق الدولية ؟…، ولماذا التزامت الحكومة المغربية الصمت حيال أحداث لانزاروتي التي أودت بحياة شهداء قوارب الموت؟ ، وتبين من خلال هذا الحدث الفريد  أن الحكومة المغربية غير قادرة  على صيانة كرامة شعبها  ، كما أنها ضعيفة أمام تعنت اسبانيا في كشف حقيقة الحادث المتعمد، الى درجة أن ممثل الحزب الحاكم بالمنطقة حمل كامل المسؤولية للحكومة التي يقودها البيجدي؟؟ ،لماذا إذن كل هذا القهر؟، وأشده معاناة  بوادي آيت بعمران، لاماء شروب ، لا معيشة ، ولا تنمية ، مجالس مفبركة على مقاس السلطة ، فكل جماعات التابعة للإقليم  تعيش مفارقات  يتحمل فيها المسؤولية السيد العامل السابق ،ناهيك عن جمعيات يقودها الأميون تصوروا حكاية قائد كيف أقنع أحد عامة الناس ببيع ثوره مقابل شراء مضخة بئر لكي يتولى رئاسة جمعية، وكان من سوء حضه أن لا يوفي القائد بوعده ، فباع الثور ، واشترى به المضخة، وما كان عليه إلا بالتسول لدى الساكنة لأداء ثمنه،هذه فقط حكاية من الحكايات المثيرة  ناهيك عن الخروقات السافرة التي لايتسع المقال على ذكرها ومنها فضيحة التعاونيات الفلاحية، والأراضي المخزنية ، ومطالب التحفيظ المشبوهة، ….. وسنتحدث عنها في مقالاتنا المقبلة ، ربما مايمكن أن نستنتجه  أن انجاز الدولة مابعد تعيين أول عامل الإقليم هو استمرار الإعتقالات الى درجة أن مايحدث الآن في افني أصبح غير مفهوم ، وكلنا نتذكر كيف أن برلمانيا من قبيلة آيت الخمس قال يوما أن هناك تضارب  وصراع بين الأجهزة  رغم أن السيد النائب البرلماني لم يوضح لنا بعد من هم قادة هذا الصراع وما السر في  افتعاله في منطقة لايحتاج أهلها إلا للعيش الكريم . غادر مامي بهيا عامل الإقليم دون أن يتلق انتقاد يذكر،إلا من طرف نخبة بوادي آيت بعمران في بلاغ الى الرأي العام الوطني ، والتي حاولت تبسيط الأمور في جملة، كافية لتقييم عمله عندما اعتبرت مساره فاشلا ولايتقن سوى لغة المقاربة الأمنية وسياسية فرق تسود.

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد