afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

إلى السيد “أوريد” تندوف ليست هي إسرائيل….

 

بقلم: د.عبد الرحيم بوعيدة ـ أستاذ بكلية الحقوق-مراكش

 

 

…”بوسع المغربي أن يذهب إلى تندوف و يلتقي قياديي الجبهة” هذه افتتاحية مقال للأستاذ حسن أوريد منشور بالعديد من الجرائد المغربية،مناسبة المقال مناقشة السيد أوريد لمشروع قانون يجرم التطبيع مع إسرائيل تقدمت به بعض الأحزاب السياسية المغربية….

…إلى هنا يبدو الأمر عاديا خصوصا وأن السيد أوريد مثقف فوق العادة تخرج من رحم البلاط وذاق حلاوة السلطة وخبر دهاليزها وله أن يناقش مشروع القانون وعلاقة المغرب بإسرائيل….لكن أن ينطلق الأستاذ من الذهاب لتندوف كمقدمة يبني عليها نتائج تحليله ممررا كلامه لحزب الإتحاد الإشتراكي الذي زار وفد من شبيبته في السنة الماضية مخيمات تندوف وتقدم الآن بمعية بعض الأحزاب بالمشروع محل النقاش فذاك يعني أن السيد أوريد يقارن بين ما لا يمكن مقارنته مستعملا القياس والقياس لغة هو التقدير والمساواة أي التسوية بين شيئين واصطلاحا”هو إلحاق فرع بالأصل في حكم جامع بينهما للإشتراك في العلة”… وللقياس في أصول الفقه شروط وأركان لم يحترها السيد أوريد في مقارنته أو مقايسته…..

فالسيد أوريد يقول في مقدمة مقاله “بوسع المغربي أن يذهب إلى تندوف …وبمفهوم المخالفة كيف تحرمونه من الذهاب إلى إسرائيل … فهذه أخطر من تلك،إسرائيل صديقة كما جاء في المقال والبوليساريو عدوة وعلة التحريم في الثانية أقوى من الأولى وهنا لا يمكن حتى استعمال القياس لأننا لا نعلم من هو الأصل و من هو الفرع حتى نقايس بينهما أو نساوي في الحكم….

السيد أوريد ينطلق من مسلمة تعكس بكل وضوح أن في النظرة لقضية الصحراء لا يوجد في القنافذ أملس حتى المثقف المغربي المحسوب على التيار الديمقراطي يناقض نفسه ويتحدث بضمير جمعي لا يرى في الصحراويين أكثر من أعداء أو مرتزقة وهو هنا يجعل تندوف في مرتبة أخطر من إسرائيل لذا نراه يتهكم على الأحزاب المذكورة فهل يدعوا أوريد ضمنيا إلى تجريم التطبيع مع الصحراويين…؟

… السيد أوريد المثقف فوق العادة جالس في العيون من هم محسوبين على هناك وتحدث إليهم فهل كان يطبع…؟ أم يفاوض بالوكالة…؟ أم يوظف الورقة الحقوقية في الصحراء ليقايض بها في الرباط…؟

… كيف لا يدرك السيد أوريد أن أحكام ومنطلقات المثقف محسوبة عليه فهو ليس كرجل الشارع وليس حتى كالأحزاب التي تدور في قضية الصحراء مع الدائرين… أو ليس في كلام السيد أوريد تمييز عنصري واضح يدعو إلى مقاطعة زيارة تنذوف بل وحتى تجريمها، فكيف تفاوض من هم أخطر في نظرك من إسرائيل؟ ولمن تقدم الحكم الذاتي وتريد إقناعه به….؟ أنت هنا توسع الهوة وهي أصلا واسعة وتهدم جسور الثقة وهي أصلا مهدومة ليس هناك فقط حيث الأعداء….. بل حتى هنا حيث الأصدقاء والرعايا كما يحلوا لكم قولها…سوف تقلق السيد أوريد ويقلق معك الجميع إذا نحن قسنا قضية الصحراء على قضية فلسطين وقارنا هذه بتلك في النتائج والمقدمات حتما سنوصف بأكثر مما وصفنا به سابقا… ومطلوب منا نحن هنا أن نضحك بملئ أفواهنا حين قارنت تندوف بإسرائيل وحملتها ما لا تحتمل فنحن حائط قصير لا تهمك مشاعره وقد كنت متأكدا أن لا أحد منا ستوقفه الكلمة أو المقارنة لأننا كنا مشغولين بانتصارات وهمية لقبيلة على أخرى وبتعيينات ينتظرها البعض لتحمله إلى حيث كنت أنت في عسل السلطة….

…. أنت تدرك السيد أوريد أننا لسنا شعبا نحن قبائل متعددة لن نصير شعبا حتى نخلع عباءة القبيلة تماما كما نصح الشاعر الكبير درويش شعبه في فلسطين…

….. ألا تعلم السيد أوريد أن موقف المثقف يحسم العديد من القضايا الكبرى المتعلقة بالوطن ألم يحسم الأستاذ العروي نقاشا عبثيا حول اللغة الدارجة أمام شخص اسمه عيوش…

في تركيا عندما صعد حزب العدالة والتنمية إلى السلطة كان أول ما قام به هو تسليم ملف الأكراد إلى أكبر مركز علمي في دولته إيمانا منه أن القضايا الكبرى تحسم على مشرح التحليل العلمي وليس في ردهات الداخلية والاستخبارات فهل تعرف السيد أوريد أين يوجد ملف الصحراء في المغرب…؟

… موقفكم السيد أوريد من توظيف تندوف والذهاب إليها عمق لدينا إحساسا بالمهانة ليس لأننا نتقاسم مع من هم هناك مواقف محددة بل قبل هذا وذاك نتقاسم السيد أوريد دماءا تجري في العروق وثقافة وقيم ومشترك نلتقي حوله اسمه الصحراء…. أما المواقف فنحن أحرار وهم كذلك أفلا تتفاوضون على خيارات واضحة والديمقراطية تعني الاختيار الحر والسليم فقط الاختلاف في تسويق الخيار وأنتم هنا تسوقون عنصرية ومهانة واحتقار…. ماذا تركتم للعامة….؟

…. أدرك السيد أوريد أنك ربما لن تقرأ ردي فنحن في الصحراء ليس فينا مثقف فوق العادة نحن تحت تلك الخيمة التي يعايرنا بها البعض منكم عندما يشتد غضبه منا… أفلا تتغنون “بالصحراوي تحت الخيمة”…الخيمة نفسها التي صادرتموها حين فضحت 40 سنة من الكذب على الصحراويين وكان جزاء من احتموا بها أحكاما مؤبدة…… لك السيد أوريد أن تقارن وتقايس بمكر المثقف الذي يريد تمرير رسائله لجهة ما لكن قبل أن تقوم بذلك عليك أن تعلم أنك تناقض نفسك ففي المخيمات محتجزون يحلو لكم وصفهم بذلك وفي تجريم زيارتهم حرمان لهم من جنة حكم ذاتي ينتظرهم هنا …. أليس هذا ما ترددونه دوما…. السيد أوريد الصحراء التي توظفونها حتى دون مناسبة لن تحسم نزاعها المفاوضات ولا جولات كريستوف روس المكوكية وحده شعبها من سيحسم في النهاية أين يوجد المستقبل… هذا المستقبل السيد أوريد لن يكون إلا حيث توجد الكرامة وقوة الإقناع وسيادة قيم الديمقراطية والعدالة وعليك بدل أن تعاير الأحزاب المتقدمة بالمشروع بزيارتها لتندوف لتخلص إلى أن زيارة إسرائيل الصديقة لا تقارن بتندوف العدوة أن تتفرغ لإحصاء علمي لعدد المخترقين بفتح الراء هنا حيث توجد وعددهم هناك في المخيمات لتجد أن ولد سلمى ومسرحيته في موريتانيا هو من يردد معكم خيار الحكم الذاتي..

… في المخيمات السيد أوريد شعب يعيش حالة انتظار وشظف عيش وأمل في المستقبل وعلينا أن نساهم في ابتداع الحلول وفق منطق علمي يفرضه علينا دورنا كمثقفين وإن لم نكن قادرين على ذلك فلنصمت… فاللخيمة رب يحميها وبمثل هذه المقارنات نحن فقط نشوش على الأرباب المتعددة لهذه الخيمة…

وهنا في الصحراء السيد أوريد أيضا انتظار ممل وأغنياء شبعوا حد التخمة وفقراء ينتظرون عطايا الدولة… وعائدون تائهون… وشباب عاطل ومعتقلون بلا ذنب وكثير من المهانة….

ولكم السيد أوريد واسع النظر مع تحيات “مثقف صحراوي تحت الخيمة”

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد