afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

مصر والجزائر: تناغم استبداد

بقلم: ذ. محمد الأغظف بوية ـ كاتب و باحث  أستاذ الفلسفة والفكر الاسلامى 

 

                                                                                            

 

 

كانت الثورة تعنى لنا الكثير فهي تملك الشعب قدرة على التغيير الشامل والكامل.بل أعمق من عبارة التغيير لتعرف الثورة بقلب النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي.واليوم لا يمكن الحديث عن قلب أو تغيير جذري في ظل استبداد عبارة أو مصطلح الإصلاح ويقينا أن مصطلح الإصلاح لايملك الوصفة السحرية لتأسيس نظام صالح .لأن المصلح لايمكنه خط طريقه بعيدا عن دعم خلاق وبناء من الشعب أو المنتسبين لفكرة الإصلاح .لكن الإصلاح بدوره لن يهزم الفساد لان هذا الأخير أقوى منه واعتد.

دروس العرب في الإصلاح أثبتت فشلها فالدولة العميقة أو الحرس القديم أو العسكر وكل بلد عربي ينفرد بتسمية ألصقت بأصحاب الثورة المضادة.قلت إن قوى الفساد عادت بكل قوة فالحرس القديم نفخ فيه الروح في الجزائر وعاد بكل قوة يدرج اسم عبد العزيز بوتفليقة لانتزاع الرئاسات .علما انه لن يتنافس هذه المرة إلا مع مرضه . فهل سيسعفه تهالك صحته ليصبح رئيسا جديدا بعد تقادمه وحان تجديده.في الجزائر لا الشعب قادر على الثورة ولا الأحزاب تريد ديمقراطية حقة لأن انتخابات نزيهة. ستكشف عورة هيئات سياسية لم تصمد في أول عرس ديمقراطي بداية التسعينات.

خبرت الجزائر في الممارسة السياسية .انتقلت كتجربة ناجحة إلى بلدان مثل مصر .فسيناريو إسقاط الجبهة الإسلامية للإنقاذ تم إسقاطه أو استنساخه مصريا .وقد توضحت الصورة أكثر فالعساكر العرب يؤمنون بالوحدة العربية أكثر من المدنيين .

تسابق الحرس القديم على ارسال صناعته السياسية الى مصر .فعمت بذلك الفائدة .بحيث عسكر يرسل تجربة الإقصاء وخبرته في الانقلابات إلى بلد مجاور عاش سويعات من الحرية ليعود إلى حكم النياشين .

في بلاد مصر أرض الكنانة وأم الدنيا كما صدع الإعلام مسامعنا، وامتدحت تاريخيا حتى كنا نحسب أنفسنا إنها منا والينا.فكان المصري إنسانا نعشقه ونحب طرافته وعند ثورته أصبنا بجنون الفرح. فقد خرج الشعب العربي معبرا عن تمسكه بالحرية، لكنها حرية اغتصبها الشعب من نفسه.

انى على يقين ان مغتصب الحرية من نفسه .لن يكرر الخروج لإعادة الأمور كما كانت قبل 30 يونيو .وسيزيد نفسه اغتصابا عندما تراه يخرج للشارع والميادين التى فضت بكرتها مطالبا بانتخاب عسكري وحكومة عسكرية .فمن شرب من ماء الفراعنة لن يروى عطشه الا فرعون يعيد زمن الفرعنة والتغول والسيطرة والاضطهاد .وقد سمعنا ورأينا تهافت وهرولة رجال الإعلام والعلم والسياسة على موائد الفرعنة ليعيدوهم للحكم.ولسان حالهم لانريد حرية تأتينا من مدني يريد تحريرنا من قبضة الأجداد .

وكما عاش أهل مصر لحظات المجد والانتكاسة .خيبت ثورة ليبيا أنصار الحرية .فان مات القذافي وقتل إلا أن ليبيا بلد عشرات  ” القذاذفة”. فكل يوم  وفي  كل بقعة  يظهر “قذافيا” ينصب نفسه قائدا ومن ثم زعيما مخلصا .فلعنة القذافى تطارد شعب ليبيا .فالثوار هم اقرب للمليشيات المسلحة الخارجة عن القانون من ثوار يحملون هم وطن وحرية .

أخيرا يتجدد الأمل في تونس .فالقطار وضع على السكة الصحيحة .وهو القطار المنطلق ليجر ليبيا والجزائر والحبل على الجرار ليقدم نصحا أن الإصلاح والتغيير ليس بالنوايا و الابتسامات والخطابات الجوفاء.وإنما التغيير يتطلب وعيا بقيمته وشهامة ورجولة من يتحمله .

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد