afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

وادي الذهب”الملتقى معقود…والمعطل مقهور

الصحراء 24 : احمد بابا عبيد الله

لاشك، أن الملاحظ،المتبصر للوقائع، و الأحداث اليومية ،التي تمر بها مدينة الداخلة، يجد أنها بعيدة كل البعد عن ماهو مروج لها…
لتصبح هذه “الجوهرة”  ساحة لتفريغ وإخراج كل الأزمات الإجتماعية، و إشهارها بطابع إيجابي.وهو مايعطى إنطباعا،أن المدينة ،في أحسن الأحوال،وأن سكانها وأبنائها ينعمون بالرفاهية، و حالة اجتماعية متميزة.
لا، ثم لا،فالصورة المنقولة ،عن بوابة الجنوب، هي مغلوطة بل “مفبركة إلى حد بعيد”،فكيف يقال، أن هذه المدينة، تعيش في رغد وحالة اجتماعية، يحسدها عليها القريب والبعيد ،ومعطليها ،وجل شرائح مجتمعها، يعانون أشد المعاناة، بسب البطالة ،و كل الإشكالات الاجتماعية والاقتصادية.
فكيف لمدينة ،تعتبر أغنى مدن الصحراء بل المغرب ،لما تحفل به من ثروات،و خيرات برية وبحرية.وأبنائها المعطلين ،الذين عانو الأمرين ،من أجل إستيفاء دراستهم ، في أصعب الظروف ،و بعد انتهاء مشوارهم الدراسي، لايجدون بمدينتهم ،ما يكفل لهم العيش الكريم، ويحقق لهم، ما كانوا يجاهدون من أجله.
لا سيما ،وأن ذلك، مكفول لهم ،بحكم  الدستور ،و القانون الإنساني، وجميع المواثيق الدولية.
إلا أن ،ذلك، لم يتحقق ،في ظل التعنت ،و ألامبالاة ،من طرف المسؤلين ،الذين وكلت لهم مهمة السهر، على إهتمامات وإحتياجات المواطنين، و تحقيق مطالبهم.
وهو ، ما يحيلنا إلى التساؤل والإستفسار: لماذا ،لا يكون  هناك حل جذري، لهذه الأزمة الاجتماعية،والاقتصادية، كون أن المدينة، تمتلك من الخيرات ،ما يكفي ويزيد ؟
أو على نقيض من ذالك،إذا كانت “الداخلة” ،لا تمتلك كما تقولون، الإمكانات لتشغيل أبنائها ،لماذا ،لا يتم  إعتماد  سياسة التقشف داخل المدينة ، كسبيل لحل الإشكالات الاجتماعية ،والاقتصادية أم أن مؤهلاتها ،وثرواتها مسخرة فقط، للمهرجانات ،والندوات، و الفعاليات ،التي تتنوع أسمائها مع تنوع فصول الجوهرة!؟.
 إذا  ،لتكون هناك رؤية ،تواكب الواقع، و تتماشى معه،لابد من التخلي عن فكرة المهرجانات، وهاجس الملتقيات . حتى تستثمر الأموال الممنوحة لهم ،والتي تقدر بملايين الدراهم أو الملايير،إلى مشاريع .تكون لها فائدة، تعود بالنفع على الساكنة و معطليها.عندها يمكننا الحديث عن تنمية مستدامة فعلية، مطبقة على أرض الواقع ،و ليست شعار منابر.
فالمدينة ،التي يقال أنها تنافس إشعاع المدن العالمية،في المحافل الدولية.يجب إذا، أن تمتلك مؤهلات، و بنية تحتية تفخر بها فعليا،لتكون شاهدة على الصورة المطروحة لها  عالميا ،كالتعليم المتميز، مستشفيات في المستوى ،طرق و سكك،مطارات بمواصفات عالمية،جامعات،مستوى معيشي راقي،نقص في البطالة…إلخ.
لم لا ،يتجه المعنين بشؤون الجوهرة، إلى البحث، عن طرق جديدة لتحسين الموارد المالية ،المتعلقة بالمشاريع الإقتصادية والإجتماعية ،وتوسيع حجم الإمكانيات المالية المتاحة ،وتطبيق مبادئ المقاربة التشاركية ،عبر الإشراك الفعلي للشباب، وبناء رؤية واضحة ،من أجل تشغيلهم، وإدماجهم في أسلاك التوظيف.
فالحكامة الجيدة، لم تثمر برنامج الجهوية الموسعة عن عبث، ولم تقم الدولة، بتحويل عدة إختصاصات وموارد للجهات، إلا لكي تقوم هذه الأخيرة بتحسين تجهيزاتها، وتقوم بمسؤولياتها على أحسن ما يرام، فأين “الداخلة” من هذا؟

وعليه ،وختاما لما سبق ، فمدينة “الداخلة” تحتاج فقط، إلى رؤية مستقبلية واضحة، وأن تكون بين أيادي منتخبة مسؤولة، لتساعد أبنائها وساكنتها،على العيش الكريم، وتكون بذالك بوابة فعلية ، وممرا حيويا، إلى جنوب افريقيا و الساحل.و(جوهرة) ،بكل ما تحمله الكلمة من معنى…

احمد بابا عبيد الله

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد