afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

الكوميديا الصحراوية : صلح القبيلتين…

الصحراء 24 : الملاحظ الصحراوي

شهدت مدينة العيون، مسرحية كوميدية عقبت الأحداث الدامية، التي تسبب بها بعض المحسوبين على عصابتين للمخدرات، كانت نتيجتها جرح شخصين و خسائر مادية مهمة، فضلا عن ترويع ساكنة مدينة بأكملها.
إبان تلك الحادثة، كثرت الأقاويل و التخمينات و المتضرر هو المواطن البسيط من طيش بعض الشبان أغلبهم تحت تأثير “القرقوبي”، ضميره مرفوع بفعل حبوب الهلوسة.

وفي المعترك “الحسابي” صادف أن طرفي الصراع، ينتمون لقبيلتين من أشرف قبائل الصحراء، قبيلة العروسيين و قبيلة الرقيبات. فانطلقت الكلمات من كل حدب و صوب، الكل بريء و أبنائه ملائكة مبجلون، و الآخرون شياطين أبالسة، و كثرت الأقاويل و التصريحات … مد و جزر في الآراء، و نقاشات معربدة في بعض المجالس و أخرى خافتة، على مواقع التواصل الاجتماعي و على طاولات المقاهي، فقد اشتعلت المدينة بالحدث اشتعال النار في الهشيم، و وصلت إلى حد السب و الشتم و القذف.

– يجب علينا معالجة الأمر في أسرع وقت ممكن فليس من صالحنا استمرار هذا الصراع. وما إن وصل السيل الزبى، وكادت النقطة التي أفاضت الكأس أن تكون سيلا هادرا، قد يعصف برؤوس كبيرة، تمت بالقرابة للأطراف المتصارعة، حتى هرولت للم الشمل، و تضميد الجراح…
– “مصالحنا المشتركة مهددة، والانتخابات على الأبواب، لنجمع رجال القبيلة على مأدبة غذاء و ننهي الأمر”.

هذا ما جعل الحوار يدور بين رجلين من القبيلتين، جعل لهما تقربهما من الدولة أن يكونا المتحدثين الرسميين و الناهيين الآمرين، و شفع لهما رنين المال أمام صخب الحناجر…

طبخ سيناريو المسرحية داخل إحدى الفيلات، فاتفق الطرفان ضمانا لسير الأمور على أحسن وجه… وبحكم أننا نعيش وسط مجتمع يلعب فيه المال الدور الأبرز، لم تكن هناك أي معارضة تذكر، فكل من سولت له نفسه أن يبدي رأيه سيعاقب وبشدة.

حشدت الجماهير من كل المدن، الشرفاء يذهبون من أجل كسب ود الشرفاء… أو ليس مصطلح “الشريف” لا يطلق إﻻ على الشخص المسالم؟!!!.. فكيف ألبس ذلك الجلباب لتجار المخدرات و حاملي السيوف و السواطير؟!!!.. الله أعلم، و ربما الله معهم، أليسو أسباط النبي، و آل بيته…

تقدم نبلاء القبيلة كل واحد على حدة، يتلو ما أملي عليه لجمهور تسائله الكبير، هل وجبة الغذاء تحتوي على طبق “الدجاج”؟، فالجوع كافر، و لا ينتمي لأي قبيلة… و آخرون يصفقون و كلهم إعجاب بمال القارئ و همهم أن ينالوا رضاه…
إلى متى سيستمر طغيان العصابات تحت ظل حماية المنتخبين و ذريعة الانتماء القبلي!؟… ألم ينتهي زمن “غزي” الذي كان فيه الحكم لمجلس القبيلة بدل القضاء؟ … لماذا تضع الدولة دستورا و قوانين، و تسخر طاقات جبارة في مجال الأمن إذا كان سيبقى هذا كله مجرد حبر على ورق، أم أن الصحراء استثناء في مملكة الاستثناءات.

انتهى الجزء الأول من المسلسل الكوميدي الرديء، لكن أجزاء أخرى تلوح في الأفق مازالت قادمة، و تبدوا أكثر سخافة…

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد