afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

آه يا وطني لو كان يحكمك العقلاء !

الصحراء 24 : ذ.سليمان النجاجي

في يوم 25.07.2016 دخل مجموعة من شباب، سيدي افني، وعددهم ثمانية، الى سطح بناية القنصلية الاسبانية (سابقا) أو الباكادوريا. كانوا يحملون معهم أحلامهم وهي عبارة، عن ملفات وأوراق وتسجيلات وأعلام ولافتات كتبت عليها مطالبهم. بعد أن شاع الخبر، امتلأت، جنبات “البكادوريا” بألوان مختلفة من أجهزة الأمن.

بدأت الاتصالات من هنا وهناك. ظهرت الحيرة على الجميع، الكل يتساءل، عن من بداخل “الباكادوريا ؟ ! أطل من فوق البناية، شاب معروف بملامحه، إنه المناضل الحقوقي محمد أمزوز. حيث وعبر مكبر الصوت، صرح بأن تواجدهم داخل “الباكادوريا” هو من أجل فتح حوار مع السلطات الإسبانية، عبر ممثلها، أي القنصل الإسباني بأكادير. وأن مشكلتهم ليست مع المغرب، بل مع اسبانيا.

أحاط بالمبنى بالإضافة إلى أجهزة الأمن، مجموعة من سكان المدينة بمختلف أعمارهم، البعض يأخذ الصور عن الحدث و البعض يحاول أن يفهم ما يقع. في خضم هذه البلبلة، حضرت عناصر من الشرطة الخاصة، بعد أن تلقت الإذن من رؤسائها. اقترب مسؤول أمني، من محمد أمزوز، وكان بينهما الحوار التالي:

المسؤول الأمني: – لماذا دخلتم إلى الباكادوريا ؟

محمد أمزوز: – نريد إسماع صوتنا للسلطات الإسبانية.

المسؤول الأمني: – ماهي مطالبكم ؟

مجمد أمزوز: – مطالبنا سنطرحها على القنصل الإسباني، لذا مطلبنا هو إحضار هذا المسؤول لفتح حوار معنا.

تراجع المسؤول الأمني، وبدأ يجري اتصالاته هاتفيا.

وبعد انتظار قصير تم إحضار مترجم يتقن اللغة الإسبانية. تم الاتصال بالقنصل وطلب منه الحضور لمقابلة معتصمي “الباكادوريا”. حضر القنصل الإسباني من أكادير على وجه السرعة، ومباشرة ولج داخل “الباكادوريا” عبر بابها الخلفي الذي توجد مفاتيحه عند أحد حراس البناية.

التقى القنصل مع الشباب الثمانية واستمع إلى مطالبهم وتفهم مشاكلهم ووعد بالعمل على إيجاد حلول لها في أقرب الآجال. خرج الجميع، حيث استقبلهم جموع الحاضرين بالتصفيق والهتاف. وذهب كل إلى حال سبيله.

هذه صورة لما كان يجب أن تعالج به أحداث “الباكادوريا” باستعمال الحوار والحكمة والعقل. ولكن أبى المسئولون عن هذا الوطن إلا تغليب الهاجس الأمني، معتقدين أنهم يقدمون بذلك خدمة للدولة. فتفننوا في تلفيق التهم لثمانية شباب من هذا الوطن، فأنجزت المحاضر والشواهد الطبية، كل ذلك من أجل إنزال أقصى العقوبات عليهم، وعوملوا (كبلطجية) وليس كحقوقيين وأصحاب المطالب المشروعة. فضاع الشباب وضاعت أسرهم وضاع معهم الوطن.

بالله عليكم من المستفيد من سياستكم ؟ قدمتم خدمة لأعداء الوطن بدل احتواء المشكل عن طريق الحوار الديمقراطي، أصبح الحدث يتداول محليا ودوليا، وستصبح له تداعيات مستقبلية. فكما فعلتم مع (نسور الباكادوريا) فعلتم مع الشهيد محمد سايكا ومع … إلخ.

كل هذا نتيجة سياستكم العقيمة والقمعية. آه يا وطني لو كان يحكمك العقلاء ؟ !

ذ.سليمان النجاجي

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد