الصحراء 24 : الراكب هلاب
تزخر الصحراء بالعديد من المؤهلات الطبيعية كالثروة السمكية الهائلة, المتنوعة و ذات الجودة العالمية و المعادن الطبيعية خصوصاً مادة الفوسفاط التي تضخ ملايين الدراهم في خزينة” الدولة” و بالرغم من ذلك لا يزال شباب المنطقة يتخبط بين أمواج البطالة التي تمتص دمائهم , لا لشيء سوى إعتماد الدولة لسياسة الإقصاء و التهميش.
التنسيقيات الصحراوية للمعطلين و التي نشأت بالصحراء لم تأتي من فراغ,و إنما كانت نتيجة طبيعية لمعادلة عنوانها التهميش المتعمد و الإقصاء الممنهج. فكيف لمنطقة غنية بالثروات كالصحراء , أن تعاني من هذا الإرتفاع الكبير في نسبة البطالة؟
ليس المنطق وحده من يرفض تلك النتيجة ,بل شباب المنطقة أيضاً فارتفع أصواتهم و أطلق حناجرهم هتافات صارت تنام على صداها الأزقة و الشوارع, رفضت بذلك واقع الحال المأساوي الذي وصلت إليه الحالة الإجتماعية لمعظم ساكنة المنطقة,سواءً حاملي الشهادات العليا أو غيرهم من شباب المنطقة الذين فقدوا الأمل في المستقبل.
اليوم و بعد التدخل الهمجي الذي تعرض له معطلوا السمارة منذ أيام و تزامناً مع إعتصام معطلي الداخلة الذي يدخل أسبوعه الثالث, مروراً بالحصار البوليسي الخانق الذي تشهده العيون في صورة مصادرة واضحة للحق في الإحتجاج السلمي, لم يعد اليوم أمام هاته التنسيقيات سوى ثلاث سيناريوهات لا غير:
السيناريو الأول: محاولة الاحتجاج رغم الحصار الخانق و مواصلة التظاهر السلمي الراقي في إنتظار تأثيث جديد لسياسة الدولة لعلها تغير من سياسة الأذان الصماء و ترضخ لمطالبهم المشروعة التي تكفلها كافة القوانين و المواثيق الدولية.
السيناريو الثاني: و كاد يأتي أكله بمدينة العيون, حينما نسجت خيوط مؤامرة مخزنية لتشتيت تنسيقية المعطلين الصحراويين بإعتبارها المحرك الرئيسي للمظاهرات الاحتجاجية, فأسالت لعاب البعض و كادت أن تعصف بتلك المجموعة لولا عزيمة و وعي أعضاءها. و هنا نتحدث عن سيناريو ” المؤامرة ” فأينما وجد فرعون,وجد موسى.
السيناريو الثالث : و الأخير ستحدده التنسيقيات الصحراوية للمعطلين أنفسهم,فإلى حدود كتابة هذه الأسطر لاتزال حركاتهم الاحتجاجية ذات طابع سلمي بالرغم من التدخلات الهمجية التي يتعرضون لها, و التي لم تعد مقبولة لا من طرف المعطلين أنفسهم و لا من طرف المجتمع المحلي و الدولي. و هذا ما قد يدفع بالمنطقة إلى الإنفجار, فاحداث ” كديم ايزيك” بالعيون و ” حرب الوكالة ” بالداخلة لاتزال شاهدت على ما قد يحدث في المنطقة. و هنا يبقى السؤال المطروح, ما هو يا ترى شكل ” حصان طروادة” الذي ستمتطيه تنسيقات المعطلين الصحراويين للفوز في معركتها ضد الإقصاء و التهميش؟…(يتبع)