afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

إلصاق صناعة الإرهاب بالمغرب.. مساع غير جديرة بالاهتمام.

الصحراء 24 : اسماعيل الرباني

تبدو الهجمة الإعلامية التي يتعرض المغرب هذه الأيام من قبل الصحافة الصفراء التي تسعى إلى الكسب من خلال الإثارة دون التقيد بالمهنية المطلوبة في العمل الصحفي، تبدو للرأي العام الدولي، والأوروبي على وجه الخصوص، غير جديرة بالاهتمام، نظرا لتناقضها الصارخ مع المعطيات الميدانية التي تثبتها مراكز البحث وتصريحات المراقبين وتقارير الاستخبارات العالمية.

لقد حاولت صحيفة “ذ صن’، المصنفة كإحدى الصحف الصفراء في بريطانيا، ومن قبلها صحيفة “جون آفريك” الفرنسية، إلصاق تهمة صناعة الإرهاب بالمواطنين المغاربة، وبالمملكة بصفة عامة.

فبعد الضجة التي خلفتها مجلة “جون أفريك” الفرنسية، المتخصصة في الشؤون الإفريقية، بنشرها غلافا تحت عنوان: “الإرهاب ولد بالمغرب”، انضمت صحيفة “ذا صن” البريطانية إلى قائمة وسائل الإعلام الدولية التي تهاجم المغرب، في أعقاب الهجوم الإرهابي الأخير الذي كانت مدينة برشلونة مسرحا له، ونفذه متطرفون لهم جذور مغربية.

الصحيفة البريطانية، المحسوبة على الصحافة الصفراء، انتظرت قرابة شهر كامل لتنشر تقريرا مطولاّ تعتبر فيه أن “المغرب تحول إلى أرضية خصبة للإرهاب”، في الوقت الذي “يرى نفسه ملاذا آمنا منذ وقت طويل، وحليفا أساسيا في الحرب على تنظيم داعش”، مضيفة أن “المجازر التي شهدتها أوروبا مؤخرا هزت المملكة بسبب إلقاء اللوم على مغاربة انتقوا للعيش في الخارج”.

وأفادت “ذا صن” بأن متطرفين مغاربة كانوا وراء هجمات إرهابية بكل من لندن وباريس وبرشلونة وبروكسيل وفنلندا، مبرزة أن يونس أبو يعقوب (22 سنة)، الذي أردته قوات الأمن قتيلا الأسبوع الماضي، هو العقل المدبر لهجمات برشلونة الأخيرة، قبل أن تعود وتؤكد أنه ليس إلا واحدا من بين المشتبه فيهم بالإرهاب الذين قدموا من المغرب، البلد الذي وصفته بـ”ذي الغالبية المسلمة، وواحد من أبرز المصدرين لمقاتلي داعش إلى سوريا”.

وأشار المصدر الإعلامي ذاته إلى أن 1800 مقاتل مغربي متواجدون بكل من ليبيا والعراق وسوريا في السنوات الأخيرة، وتابع: “بسبب انكماش الخلافة الإسلامية، يعتبر المغرب الآن نقطة انطلاق الهجمات المستهدفة لأوروبا”.

وعرّجت “ذا صن” على المهاجرين المغاربة بإسبانيا، مشيرة بدون أن توضح سبب الربط بين الإرهابيين ونسبة الهجرة إلى أن إسبانيا ظلت لعقود الوجهة المفضلة للمغاربة، على اعتبار أنهم يشكلون “16.4 في المائة من نسبة المهاجرين المتواجدين بإسبانيا، ما يجعلهم أكبر جالية متواجدة بالبلاد”.

من جهة ثانية، ذكر المصدر ذاته أن “اثنين من الرجال الثلاثة الذين نفذوا مذبحة جسر لندن في الثالث من يونيو الماضي مغربيا الأصل، وهما رشيد رضوان (30 عاما) ويوسف زغبة (22 عاما)”، إلى جانب حديثه عن “المغاربة المشاركين أيضا في هجمات باريس نونبر 2015 وتفجيرات مطار بروكسل بعد أربعة أشهر.. الهجمات التي أدت إلى مقتل 32 شخصا”، وهي الهجمات التي قادها عبد الحميد اباعوض، ونفذها الشقيقان صلاح وابراهيم عبد السلام.

لقد تجاهلت الصحيفتان حقيقة أن المنهج الوسطي للدين الإسلامي الذي تدعمه و ترعاه المملكة، ممثلة في شخص أمير المؤمنين الملك محمد السادس، يعتبر صمام أمان الشباب المغربي ضد أفكار الغلو والتطرف والإرهاب، وهو ما أدى إلى انحسار قوة تيار التكفير والتفجير داخل المغرب خلال السنوات الأخيرة، حيث اثمر ذلك المنهج اختفاء كليا للعمليات الإرهابية في ربوع المملكة.

إن الشباب المغربي الذي شارك ونفذ عمليات إرهابية متعددة في عدة دول أوروبية ولد وترعرع خارج وطنه، وتربى على قيم ومثل غريبة على أيدي مجموعات تكفيرية من خارج المنطقة، انفردت به في المهجر ومارست بحقه جريمة غسل الدماغ.

لقد شهد القاصي والداني بنجاعة الاستراتيجية المغربية لمكافحة الإرهاب، والتي تجلت للعيان فاعليتها داخليا وخارجيا.

فعلى المستوى الداخلي، اربكت الضربات الاستباقية التي تنفذها قوى الأمن المغربي الخلايا النائمة التي وجدت نفسها أمام يقظة أمنية غير مسبوقة أدت إلى تفكيكها الواحدة تلو الأخرى.

أما على المستوى الخارجي فقد باتت معظم الحكومات، وخاصة في أوروبا، تسعى جاهدة للاستفادة من تلك الاستراتيجية، بل تعتمد في حالات كثيرة على المعلومات التي تقدمها الاستخبارات المغربية للقبض على المجرمين الفارين، وهو ما أدى إلى تنفيذ عمليات أمنية نوعية في فرنسا وغيرها تم بموجبها قتل وأسر العديد من الإرهابيين الخطرين.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد